في مشهد صادم تقشعر له الأبدان، ترقد سكينة العيساوي، طفلة لم يتخط سنها 11 ربيعا، ببيتها الكائن بقمة جبل الطم ضواحي مدينة الشاون. جسدها أكلت الديدان أطرافه، ونخر التعفن باقي أعضائها في ظل إهمال وغياب تام للتطبيب والعلاج اللازم لحالتها الصادمة. سكينة أصيبت منذ صغر سنها بمرض روماتيزم الأطراف، ولم تجد له حلا كفيلا بشفائها إلى أن ساءت حالتها فاستعصى على عائلتها علاجها، بسبب البرد القارس والثلوج التي حالت دون وصولها في الوقت المناسب إلى المستشفى، لينضاف التعفن القاتل إلى مأساة الصغيرة. جمعيات المجتمع المدني بالمنطقة تدخلت في محاولة لإيجاد حل كفيل باستشفاء الطفلة، لكن حالتها الحرجة فرضت على الأطباء بتر رجليها واستئصال أصابعها بشكل كامل بسبب التعفن وانتشار الديدان التي نخرت أطرافها الصغيرة. مروة كريم، فاعلة جمعوية، قالت في اتصال بهسبريس: "سمعنا بالحالة المأساوية التي تعيشها الطفلة ببيتها الكائن بجبل الطم الذي يعرف غزارة تساقط الثلوج في هذا الموسم؛ الأمر الذي حال دون وصولها إلى المستشفى بالرغم من مرضها الشديد، فانتقلنا إليها ووجدنا جل أفراد الأسرة يعانون أمراضا خطيرة بسبب الإهمال". وبخصوص الأمراض التي تفشت بين أفراد الأسرة، قالت الفاعلة الجمعوية: "بالإضافة الى التعفنات والشلل الذي أصاب سكينة، تعاني شقيقتها الكبرى من العمى، بينما أصيب شقيقها بخلل عقلي نتيجة لزواج الأقارب". وأضافت: "قمنا بنقل سكينة وشقيقتها إلى المستشفى المحلي، وأجريت لأختها عملية جراحية على مستوى العينين فاستعادت بصرها، لكن ساءت حالة سكينة الصحية وأصيبت بتعفن خطير إلى درجة أصبحت تنبعث من جسدها رائحة الموت". وزادت مروة: "تعرضت سكينة لإهمال طبي في فترة كان فيها أطر المستشفى في عطلة؛ الأمر الذي حال دون تغيير ضماداتها فتفاقم وضعها الصحي ودخلت في مرحلة حرجة استدعت إخضاعها لعملية استئصال أطرافها مرة ثانية". وفي انتظار إيجاد حل نهائي لمعاناتها يوقف مأساة تآكل أطراف جسدها الصغير، ترقد سكينة بين الحياة والموت ببيتها الذي لا يتوفر على شروط العيش الكريم، بقمة جبل الطم.