قللت مصادر حكومية مغربية من حجم تأثير قرار حزب الاشتراكي الموحد بمقاطعة الانتخابات النيابية المبكرة، التي سيشهدها المغرب في 25 نوفمبر المقبل، فيما قال قيادي من حزب التقدم والاشتراكية إن هناك محاولات حثيثة من أجل إقناع الاشتراكي الموحد من أجل الالتحاق بمكونات بقية الأحزاب اليسارية المغربية سواء المتموقعة في الحكم أو المعارضة. وقال مسؤول من حزب التجمع الوطني للأحرار، ل"العرب اليوم"، إن قرار الاشتراكي الموحد بعدم المشاركة في الانتخابات المقبلة يدخل في إطار ممارسة الحرية التي يكفلها الدستور المغربي للجميع بما فيها الأحزاب السياسية في شأن ممارسة الحقوق السياسية. وأوضح المصدر أن "قرار الحزب الاشتراكي الموحد بعدم المشاركة لن يؤثر في السير العادي للمسار الانتخابي، خصوصًا في ظل تأكيد الأحزاب الكبرى المشاركة فيها كحزب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي والعدالة والتنمية وباقي الأحزاب السياسية المغربية الأخرى". وكان الحزب الاشتراكي الموحد قد قرر نهاية هذا الأسبوع مقاطعة الانتخابات التشريعية التي سيشهدها المغرب في 25 نوفمبر المقبل. وجاء قرار الحزب في جلسة ساخنة للمجلس الوطني ليلة يوم السبت 17 سبتمبر 2011، حيث اتخذ قرار المقاطعة بالتصويت العلني الداخلي. وتأتي هذه الخطوة، التي لم تفاجئ كثيرا المتتبعين للمشهد السياسي المغربي، في وقت تسعى فيه كبريات الأحزاب اليسارية المغربية الكبرى توحيد موقفها للدخول في حلف للمشاركة في الانتخابات المقبلة. وحاولت أحزاب الاتحاد الاتحاد الاشتراكي والتقدم والاشتراكية وجبهة القوى الديمقراطية والحزب الاشتراكي واليسار الأخضر، استقطاب قيادة الحزب الاشتراكي الموحد للدخول في هذا الحلف، لكن موقف محمد مجاهد الأمين العام للحزب الاشتراكي الموحد، كان صارما حيث أشار إلى وجود فوارق كبيرة وكثيرة بين حزبه والأحزاب اليسارية الكبيرة. وقال مجاهد " نحن حزب معارض للحكومة التي يوجد فيها بعض هذه الأحزاب، ومواقفنا السياسية لا تلتقي بتاتا مع مواقفها، كما أننا قررنا مقاطعة استفتاء الدستور، في الوقت الذي دعمته تلك الأحزاب اليسارية، فأي تنسيق سياسي سيجمعنا في خندق واحد... لا أعتقد أنه يوجد". وفي الوقت الذي أكد فيه مصطفى عديشان عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، أن الأحزاب اليسارية المغربية أعدت أرضية مشتركة من أجل تقوية اليسار في المغرب، وهي ستسعى لتقوية صفوفها عبر لم شمل باقي الأحزاب اليسارية الأخرى بما فيها الاشتراكي الموحد. وعن التباين بين المواقف السياسية للأحزاب اليسارية المغربية وخصوصا مع الاشتراكي الموحد، قال مصطفى عديشان " نحن لن نستثني أحدا وسنواصل مد يدنا للجميع من أجل أن ينخرطوا في تجربة التنسيق بين مكونات اليسار سواء كانوا في المعارضة أو في الحكومة".