اعتبر المشاركون في اللقاء الدولي الأول للمنظمات غير الحكومية المنحدرة من الهجرات المغربية, وهو الذي افتتحت أشغاله السبت بالسعيدية, أن المساهمة متعددة الأبعاد والمتنوعة للهجرات لا يمكن تحقيقها دون مقاربة تعبوية لجميع الفاعلين.. وأردفوا بأنه لا يمكن تحقيق هذه المساهمة دون مقاربة تعبوية لجميع الفاعلين, ولا سيما المجتمع المدني الذي يضطلع بدور أساسي في مجال التنمية والتعاون الدولي. كما أشار المشاركون إلى أن الهجرة والتنمية والتعاون تشكل، في الوقت الراهن، أولوية في البرامج الوطنية والدولية بشكل يستلزم تفكيرا معمقا في سياسات التنمية والهجرة لكي "لا يتم التركيز على تدبير تدفق الهجرات على حساب الحقوق الفردية والجماعية للمهاجرين, سواء في بلدان الإقامة أو في بلدان الاستقبال". وبعد أن أشار ذات المشاركين إلى أن "الهجرات والتنمية وحقوق الإنسان ترتبط فيما بينها بشكل وثيق", سجلوا أن هذا اللقاء المنظم في موضوع "المهاجرون.. فاعلون وشركاء في التنمية"، والذي يستمر ليومين، يهدف إلى "تكثيف الجهود حول البعد الإنساني والتضامني للمهاجرين" ويشكل "مناسبة لفهم الدور الذي يضطلع به المهاجرون وجمعياتهم في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية لبلد الاستقبال والبلد الأصلي", وأن "مغاربة العالم لهم دور في الثروة الوطنية لا يمكن أن تغفلها استراتيجيات التنمية". وقال إدريس اليازمي، في تصريح له باعتباره رئيس مجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج, أن "هذا اللقاء "يندرج في إطار ملامسة ظاهرة مهمة وهي مساهمة جمعيات المهاجرين المغاربة في التنمية المحلية والترابية".. وأردف: "الهجرة ساهمت, تاريخيا, في تنمية البلدان بفضل التحويلات التي تقدم المساعدة للعائلات", وأن هذه المساهمة "أخذت, منذ حوالي ثلاثين سنة, أشكالا متنوعة وأبعادا متعددة من خلال مشاريع ذات خصائص إنسانية واجتماعية.. و تندرج أحيانا في إطار التعاون غير الممركز..". وأورد اليازمي أنه يتعين اليوم "إعطاء دفعة جديدة لمساهمة مغاربة العالم في التنمية, من خلال التفكير على الخصوص في أفضل الممارسات, وفي وسائل وشروط تكثيف أعمال وأنشطة جمعيات المغاربة المقيمين بالخارج.. مع تركيز الجهود على تحسيس كل الفاعلين المحليين من بلديات, ومجالس جهوية, والسلطات العمومية المركزية , ووكالات التنمية، بهذه المساهمة.. والعمل من أجل تعزيز انخراط الشباب والأطفال المنحدرين من الهجرة في المسلسل التنموي".. وزاد أن هذا اللقاء يطمح أيضا إلى "مباشرة نقاش حول وضع أرضيات مستقلة بين الجمعيات, سواء على المستوى الأوروبي أو الدولي من أجل توحيد وتوجيه الجهود, وتعزيز تأثير مختلف المبادرات التنموية التي تقوم بها الجالية المغربية". ذات اللقاء, الذي تحتضنه السعيدية وينظمه مجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج، هو بشراكة مع وكالة تنمية الجهة الشرقية وبمساهمة العديد من جمعيات المهاجرين المغاربة, ويستضيف أزيد من مائة منظمة غير حكومية وجمعيات المهاجرين المغاربة, وممثلين عن السلطات العمومية الوطنية ومؤسسات دولية, إضافة إلى باحثين مغاربة وأجانب.. ويهدف إلى "تقييم المبادرات التنموية التي تشرف عليها منظمات المهاجرين غير الحكومية, وبحث السياسات العمومية في مجال الهجرة والتنمية, لتقديم مقترحات موجهة لمنظمات المهاجرين غير الحكومية ولصناع القرار السياسي وللمؤسسات الدولية والفاعلين في المجتمع المدني والجماعات الترابية, وذلك بغية تعزيز الروابط بين سياسات الهجرة والتنمية".