دعا المغرب، اليوم الخميس بالمكسيك، إلى إعطاء الأولوية لقضايا التنمية والتضامن الدوليين في التعامل مع مسألة الهجرة، مجددا انخراطه في تحقيق أهداف ومساعي المنتدى الدولي حول الهجرة والتنمية. وأكدت كاتبة الدولة في الشؤون الخارجية والتعاون السيدة لطيفة أخرباش، في كلمة لها خلال هذا المنتدى، الذي عقد دورته الرابعة في مدينة بويرتو فالارتا (غرب المكسيك)، أن سياسة الهجرة التي اعتمدها المغرب ترتكز على "جملة من التدابير القانونية والمؤسساتية العملية " التي تعزز حماية حقوق المهاجرين، واحترام مشاريعهم الشخصية والحفاظ على روابطهم الثقافية مع بلدانهم الأصلية. وقالت إن سياسة الهجرة التي اعتمدها المغرب سياسة "متوافقة مع أهداف" المنتدى الدولي حول الهجرة والتنمية، الذي صادق، منذ البداية، على مقاربة شاملة ترتكز على ثلاثة أبعاد وهي الهجرة القانونية والهجرة غير الشرعية والرابط بين الهجرة والتنمية لتحديد السياسة الواجب اتباعها وأولويات العمل. وأضافت السيدة أخرباش أن "الشراكات بين البلدان الأصلية وبلدان العبور والبلدان المضيفة حول قضايا الهجرة، لن تحقق فقط أفضل النتائج لجميع الأطراف المعنية، وإنما تشكل أيضا الطريقة الأكثر نجاعة لرفع تحديات اقتصاد عالمي مترابط على نحو متزايد". وقالت كاتبة الدولة "إن المغرب اغتنم مناسبة انعقاد هذا المنتدى في بويرتو فالارتا للدعوة إلى تعزيز التشاور والعمل المشترك في إطار هذه الشراكات الثلاثية المرتبطة بواقع الهجرة ". وأضافت السيدة أخرباش أن مساهمة ودور المهاجرين في عملية خلق الثروة في البلدان المضيفة كما هو الحال في البلدان الأصلية أصبحت "قضية ، ذات بعد استراتيجي"، علما بأن الروابط بين الهجرة والتنمية لم يتم بعد تحليلها بالشكل الكافي وإبرازها لتشكل مرجعا للسياسات العمومية حول الهجرة أو لعلاقات التعاون في هذا المجال. وأعربت السيدة أخرباش، من جهة أخرى، عن أسفها لكون المقاربة الأحادية الجانب لقضية الهجرة ومعالجتها وفقا ل`"منظور ضيق لمفهوم المنفعة الاقتصادية و"الاستغناء" عن خدمات المهاجرين، ما زالت هي المهيمنة على أرض الواقع. واعتبرت، في هذا الصدد، أن المنتدى الدولي حول الهجرة والتنمية يريد أن يكون مسلسلا غير رسمي ومبتكر، يمكن أن يساهم في تحسين فهم ظاهرة الهجرة وإدراك لرهاناتها، من خلال تدبير تشاركي، وتعزيز الانسجام بين الهجرة والتنمية وتشجيع إرادة مشتركة لمعالجة الأسباب الرئيسية للظاهرة. وأضافت أن النهج التشاركي الذي اعتمده المنتدى يشكل إضافة حقيقية لإجراء تبادل حقيقي للخبرات كشرط أساسي لإيجاد حلول توافقية "علما بأن المقاربة الأمنية التي سادت في كثير من الأحيان أظهرت محدوديتها" وأثبتت فشلها، لما تنطوي عليه من مخاطر بالنسبة للاستقرار والتماسك الاجتماعي. واعتبرت السيدة أخرباش أن إنجازات المنتدى الدولي حول الهجرة والتنمية ما زالت دون انتظارات الأطراف المعنية، ودعت إلى الانكباب على تمظهرات ونتائج ظاهرة هجرة الأدمغة، خاصة بالنسبة للقارة الإفريقية. وشددت كاتبة الدولة على أن هذا المشكل يتعين أن يستأثر بمزيد من الاهتمام خلال هذا المنتدى، ''لأن حجمه مقلق للغاية ويقوض جهود التنمية في بلداننا". وكانت السيدة أخرباش قد ترأست وفدا مغربيا هاما في المنتدى الدولي الرابع حول الهجرة والتنمية، ضم ممثلين عن وزارات الداخلية والجالية المغربية المقيمة في الخارج والوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات. وعلى هامش هذا المنتدى، أجرت السيدة أخرباش محادثات مع نائب كاتب الدولة المكسيكي للشؤون الخارجية المكلف بأمريكا الشمالية السيد جوليان فينتورا فاليرو، والمفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان السيدة نافناثيم بيلاي.