تشرع القاعات السينمائية، ابتداء من الحادي والثلاثين من يناير الجاري عرض الفيلم السينمائي "بيل وفاص" للمخرج حميد زيان. وأعاد فيلم زيان، ثلة من الفنانين المغاربة إلى الشاشة الفضية؛ من بينهم ثريا العلوي وعبد القادر بوزيد ورجاء خماز وخلود بطيوي وبنعبد الله الجندي وأحمد الناجي وسكينة درابيل وإنصاف زروال ونجاة الخطيب وأنس بوزيد وسعيد البحري ونور الدين سعدان وعبد السلام بوحسيني. وتدُور أحداث الفيلم السينمائي في قالب اجتماعي درامي من خلال قصتين؛ الأولى لرضا، وهو رجل أعمال ناجح، يعيش علاقة حب مع زليخة، إلى أن يكتشف خيانتها، بينما تدور القصة الثانية حول أحلام، التي تصر على الانتقام من إدريس، ضابط الشرطة، الذي تخلى عنها ذات يوم عندما اكتشف أنها حامل بابن غير شرعي ورفض الاعتراف به. ويميط الفيلم السينمائي، الذي يستعد لدخول القاعات السينمائية بعد عرضه بالدار البيضاء، اللثام عن إشكالية الخيانة الزوجية في قالب درامي اجتماعي، باعتبارها واحدة من المواضيع الشائكة التي تنخر المجتمعات العربية والمغربية وتتسبب في تشرد عدد من العائلات. ويرصد "بيل أوفاص" الأسباب التي تؤدي بالمرأة إلى السقوط في الخيانة الزوجية، من خلال قصة رجل أعمال ناجح، ليس لديه الوقت لزوجته، لتقرر الخروج من أجل رد الاعتبار إلى أنوثتها عبر علاقات جنسية عابرة، وعند اكتشاف الزوج الأمر شن ضدها حرب الأعصاب؛ وهو ما دفعها إلى الانتحار. وفي المقابل، خصّص المخرج القصة الثانية للزوج الذي يخون زوجته؛ لكن الأخيرة تعاملت بحذر، وكتمت السر حفاظا على أسرتها. وأبرز زيان، في تصريح لهسبريس، أنّه لا يسعى من خلال "بيل أوفاص" إلى تقديم فيلم غارق في الذاتية، بقدر ما يسعى إلى تقديم فيلم جماهيري والمساهمة في مصالحة الجمهور المغربي مع سينماه، مصالحة لن تتم إلا عبر عمل متوازن فنيا وتقنيا وجماليا، عمل لا يستهتر بالجمهور من خلال دغدغة المشاعر وتقديم الجاهز، بل المراهنة على الجماهيرية المنتصرة أولا وثانيا وثالثا للفن والإبداع الحق الواعي برسائله المجتمعية والإبداعية. جدير بالذكر أن "بيل أو فاص" فيلم سينمائيّ من توقيع المؤلف المسرحي محمد الحر، وأشرف على إنتاجه عبد القادر بوزيد. كما اختار له المخرج حميد زيان الرباط وسلا وتيفلت فضاءات لتصوير مشاهده.