رغم "العناق الحار" الذي أظهره قبل أيام لحظة استقباله لوزير الشؤون الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، خلال الدورة ال14 لندوة "الحوار 5+5" الخاصة بوزراء خارجية المنطقة، عاد وزير خارجية الجزائر، عبد القادر مساهل، إلى مهاجمة المغرب بنفس الطريقة المعتادة، حيث وظف "ورقة الحشيش" في قضية استمرار انقطاع الحوار والتعاون بين الجارين. وعلى هامش مشاركته في القمة الإفريقية بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا، قال رئيس الدبلوماسية الجزائرية في حوار مع "راديو" فرنسا الدولي، رداً على جمود العلاقات بين البلدين: "الحوار يجب أن يندرج في إطار الإرادة السياسية لكلا الطرفين"، واتهم الرباط بعدم الجدية في محاربة الاتجار بالمخدرات وتهريبها. وزاد مساهل، وهو يُبرر رفض بلاده التنسيق الأمني مع الرباط، أن "الجزائر ليست ببلد منتج للحشيش أو المخدرات أو شيء آخر من هذا القبيل .. نحن نعلم من ينتج الحشيش ومن وراء الترويج له، والعالم كله يعرفه". تصريحات مساهل، التي جاءت لتكريس العداء الثابت تجاه المملكة المغربية، زعم من خلالها أن "ظاهرة تهريب الحشيش التي يقف وراءها المغرب تهدد استقرار المنطقة"، وأشار إلى أن "تقارير وأرقام الأممالمتحدة واضحة في هذا المجال". وأثارت التصريحات "الجديدة القديمة" للوزير مساهل استغراب المتابعين للعلاقات الجزائرية المغربية؛ إذ في وقت بعث بإشارات إيجابية لحظة ظهوره في صور وهو يُصافح بحرارة نظيره المغربي، عاد إلى حماقاته الطائشة ليصب الزيت على النار في ظل العلاقات المتوترة منذ عقود بين الجارين بسبب ملف الصحراء ومسألة إغلاق الحدود. وكان ناصر بوريطة، في كلمة ألقاها بالجزائر الأسبوع الماضي، أكد أن "استقرار المنطقة أمر أساسي وثمين جداً لكي يتم اختبار صلابته، وهو لا يتم من خلال تصريحات طائشة"، في إشارة مباشرة إلى التصريحات المتكررة التي يُطلقها وزير الخارجية الجزائرية عبد القادر مساهل تجاه المغرب. وشدد رئيس الدبلوماسية المغربية على أن "التعاون الإقليمي لم يسبق أن حقق تقدماً من خلال توجيه اتهامات رعناء"، وأضاف: "حسن الجوار هو أكثر من مجرد مبدأ، إنه قيمة والتزام بالنسبة إلى الدول. إن الاستقرار لا يستقيم مع عدم المسؤولية، وهو أمر يعرفه الجميع". ووفقا للتقارير الدولية فإن دولة الجزائر تعد نقطة سوداء في مجال التعاون الدولي لمحاربة الإرهاب، وهو الأمر الذي سبق أن أكده عبد الحق الخيام، مدير المكتب المركزي للتحقيقات القضائية، والذي كشف انعدام التعاون مع السلطات الجزائرية في هذا المجال، ما يعرض المنطقة لتهديدات إرهابية محتلمة.