أولت الصحف الصادرة ببلدان أمريكا الشمالية اهتمامها، على الخصوص، لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية جديدة على واردات الولاياتالمتحدة من الألواح الشمسية وآلات الغسيل، ولمحادثات مونريال لتعديل اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا)، فضلا عن شطب بنما من قائمة الاتحاد الأوروبي للملاذات الضريبية، والأزمة السياسية الفنزويلية. فبالولاياتالمتحدة، توقفت صحيفة "وول ستريت جورنال" في افتتاحيتها تحت عنوان "ترامب يبدأ حربه التجارية"، عند القرار الذي أعلنه الرئيس ترامب بفرض رسوم تتراوح بين 20 و15 في المائة على استيراد الغسالات الكبيرة على مدى ثلاث سنوات وتصل إلى 30 بالمائة على الألواح الشمسية لمدة أربع سنوات. وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الرسوم الجديدة تخدم شركة "ويرلبول" وشركتين أخريين على حافة الإفلاس، لكنها تقضي على مئات الآلاف من فرص الشغل. وخلصت اليومية إلى أنه "إذا كان ترامب يعتقد أن هذه الضرائب الجديدة ستضر بالصين، فهو مخطئ مرة أخرى"، موضحة أن الصين شكلت رابع أكبر منتج للألواح الشمسية بالنسبة للولايات المتحدة خلال سنة 2017، بعد ماليزيا وكوريا الجنوبية وفيتنام، في حين تعتبر كوريا والمكسيك أكبر مصدرين للغسالات نحو الولاياتالمتحدة. من جهتها، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن "رسوم ترامب لن تعيد وظائف قطاع التصنيع"، مشيرة الى ان قرار الرئيس الامريكي "سيزيد على الارجح من أسعار الواح الطاقة الشمسية والغسالات في السنوات المقبلة، وقد لا يسهم في خلق المزيد من الوظائف". وأشارت الصحيفة إلى أن إدارة ترامب فرضت هذه الرسوم بموجب قانون تجاري فدرالي يسمح للرئيس بحماية الصناعات المحلية المتضررة من الواردات، لكن بلدان أخرى ستتصدى، على الأرجح، لهذه التعريفات في منظمة التجارة العالمية وقد تفرض رسوما انتقامية ضد الصادرات الامريكية. وفي كندا، كتبت صحيفة "لو جورنال مونريال" أن مستقبل اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية لا يزال غامضا بعد انطلاق الجولة السادسة من مفاوضات تعديل الاتفاقية التجارية التي هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب منها. واشارت إلى أن كنداوالمكسيك ستقومان بكل ما في وسعها لمنع الولاياتالمتحدة من تنفيذ تهديدها بالانسحاب من الاتفاقية الموقعة سنة 1994 والتي وصفها الرئيس ترامب في وقت سابق ب"النكتة السيئة"، مؤكدة أنه فضلا عن تصاعد الحمائية الأمريكية، فإن "نافتا" مهددة بسبب عدم إحراز تقدم كبير في العديد من القضايا محل الخلاف خلال جولات المفاوضات الخمس السابقة التي انطلقت عند نهاية الصيف الماضي. من جانبها، كتب "لو جورنال دو كيبيك" أن الغموض المتزايد بشأن مستقبل الاتفاقية دفع كندا إلى خلق المفاجأة، حيث ولت وجهها نحو شركائها في منطقة المحيط الهادي. وكتبت "لابريس"، من جانبها، أن كندا تعتبر أنها حققت مكاسب مهمة في مجالي الزراعة وصناعة السيارات في النسخة الجديدة من اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادي، والتي قد تقود لخلق منطقة ضخمة للتجارة الحرة بين 11 بلدا، وذلك في وقت يطبع فيه الجمود مفاوضات تجديد اتفاقية "نافتا". وفي بنما، توقفت أغلب الصحف عند قرار الاتحاد الأوروبي سحب البلد الكاريبي من قائمته للملاذات الضريبية التي كان أعلنها في الخامس من دجنبر المنصرم، حيث نقلت يومية "لابرينسا" عن بلاغ لوزارة الخارجية البنمية أن الرئيس خوان كارلوس فاريلا رحب بهذا القرار و"جدد تأكيد التزام بنما بمواصلة العمل على ضمان احترام أقصى المعايير الدولية في مجال الشفافية والتعاون" الضريبي. وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة البنمية اعتبرت، عقب إعلان مجلس الشؤون الاقتصادية والمالية بالاتحاد الأوروبي عن سحب ثماني دول، بينها البلد الكاريبي، من قائمته السوداء للملاذات الضريبية، أن "شطب بنما تحقق في وقت قياسي، أي بعد أقل من شهرين على إدراجها (في القائمة)، وذلك بفضل الجهود التقنية والسياسية والدبلوماسية التي قامت بها وتقديمها للتوضيحات اللازمة بخصوص الجوانب التقنية للسياسة المالية بالبلاد". وذكرت يومية "لاإستريا"، من جهتها، أن بنما ستكون، إلى جانب الدول السبع التي تم شطبها من القائمة السوداء للملاذات الضريبية، ضمن "قائمة رمادية" للدول التي قدمت تعهدات للاتحاد الأوروبي بشأن إصلاح قوانينها الضريبية. وفي موضوع آخر، ذكرت يومية "إل سيغلو" أن القاضية الأمريكية، مارسيا كوك، رفضت طعنا قدمه الرئيس البنمي السابق، ريكاردو مارتنيلي (2009-2014)، المعتقل منذ يونيو الماضي بأحد السجون الفيدرالية بولاية فلوريدا، بالولاياتالمتحدة، ضد قرار تسليمه لبلاده، على خلفية متابعته باتهامات بالفساد خلال السنتين الأخيرتين من ولايته. ونقلت الصحيفة عن دفاع مارتينيلي أن الأخير أبدى استعداده للعودة إلى بلاده لمواجهة المتابعات القضائية التي تنتظره، مشيرة، مع ذلك، إلى أن هيئة دفاع الرئيس السابق بإمكانها أن تتقدم بأي ملتمس أو طعن جديد بشأن قرار التسليم، وذلك قبل السادس من فبراير المقبل، وهو الأجل النهائي لذلك. وفي المكسيك، تطرقت صحيفة "إل صول دي ميخيكو" للأزمة السياسية الفنزويلية، مشيرة إلى أن الحكومة دعت إلى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، في وقت أعلن فيه رئيس البلاد، نيكولاس مادورو، استعداده لخوض السباق لولاية رئاسية ثانية اذا رشحه الحزب الاشتراكي. وأشارت الصحيفة إلى أن اثني عشر من أمريكا اللاتينية من "مجموعة ليما"، التي تضم كلا من الأرجنتين والبرازيل وكندا والشيلي وكولومبيا وكوستاريكا وغواتيمالا والهندوراس والمكسيكوبنما وباراغواي والبيرو، نددت بتنظيم هذه الانتخابات المبكرة، اعتبرت، على لسان وزير الخارجية الشيلي، هيرالدو مونيوز، أن "هذا القرار يحول دون إجراء انتخابات رئاسية ديمقراطية وشفافة وذات مصداقية". من جهتها، كتبت يومية "لاخورنادا"، تحت عنوان "المكسيك تنسحب من الحوار بين الحكومة الفنزويلية والمعارضة"، أن وزير الخارجية، لويس فيديغاري أعلن أن بلاده انسحبت من المحادثات بين الحكومة والمعارضة الفنزويليتين بسانتو دومينغو، في محاولتهما الخروج من الأزمة بعد إعلان الحزب الحاكم من جانب واحد الدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة. وفي موضوع آخر، كتبت "إل أونيفرسال" أن المخرج المكسيكي غييرمو ديل تورو، تم ترشيحه لنيل جائزة الأوسكار عن فيلمه "شكل الماء" الذي تصدر ترشيحات جوائز الأوسكار التي أعلنت بعدما نال 13 ترشيحا منها الجائزة الكبرى.