عقدت لجنة ترشيح المغرب لاستضافة كأس العالم 2026 لكرة القدم أول ندوة صحافية لها اليوم الثلاثاء بالدار البيضاء، بحضور القطاعات الحكومية المعنية، من وزارات الداخلية والصحة والسياحة والرياضة والتجهيز والنقل، إضافة إلى المستثمرين في القطاع الخاص ممثلين بالاتحاد العام لمقاولات المغرب. وتصدر الندوة الصحافية مولاي حفيظ العلمي، رئيس لجنة ترشيح المغرب لاحتضان مونديال 2026، ووزير التجارة والصناعة، إلى جانب فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ورشيد الطالبي العلمي، وزير الشباب والرياضة. وقال مولاي حفيظ العلمي إن ملف ترشيح المغرب لاستضافة مونديال 2026 في مستوى عال جداً، لكن أمامه مساراً طويلاً، مؤكداً أن البنيات التحتية المتوفرة لدى المملكة حالياً تستجيب لمتطلبات الاتحاد الدولي لكرة القدم، عكس ما كان عليه الأمر سنة 2010. وحضر هذه الندوة الصحافية كل من نور الدين بوطيب، الوزير المنتدب في الداخلية، ومريم بنصالح، رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب، وعبد القادر اعمارة، وزير التجهيز والنقل، ومحمد لعرج، وزير الثقافة والاتصال، وعثمان بنجلون، رئيس التجمع المهني للأبناك المغربي، ومحمد ساجد، وزير السياحة، والوزير الجديد محسن جازولي المكلف بالشؤون الإفريقية. وأضاف العلمي أن المغرب لديه جميع وسائل وشروط النجاح في سباق الظفر باستضافة هذه التظاهرة العالمية، وقال إن الاستقرار السياسي الذي تعيشه المملكة وولع المغاربة بكرة القدم من أهم المميزات التي ترفع الحظوظ؛ وفي حين لم يكشف الشركاء الداعمين للمغرب، أكد أن هناك طلبات عدة سيتم الحسم فيها مستقبلاً. وأشار العلمي إلى أن ما يتطلبه تنظيم كأس العالم لكرة القدم متوفر لدى المغرب، وسيعرف تطوراً وتحسناً أكثر في أفق سنة 2026، وزاد: "الموقع الجغرافي للمغرب وقربه من أوروبا ب14 كيلومتراً يجعل التوقيت مناسباً لأكبر عدد من الدول التي ستتابع المونديال". وأكد العلمي أن "الترشح لاستضافة المونديال ليس مغربيا فقط، بل هو للقارة الإفريقية ككل"، مشيراً إلى أن المغرب يُعول على أصوات الاتحادات الكروية الإفريقية، إضافة إلى الدول العربية في الشرق الأوسط ودول القارة الأوروبية، لمنافسة ترشيح مشترك من كندا والمكسيك والولايات المتحدةالأمريكية. وأمام المغرب أجل 16 مارس لكي يكون ملفه جاهزاً بالكامل، على أن تحل لجنة من "الفيفا" في أبريل المقبل لتقف على بنيات كل مدينة مرشحة لاستضافة مباريات المونديال. ثم ستقدم الملفات إلى كونغرس "الفيفا" بداية يونيو، ليتم الحسم بالتصويت يوم 13 يونيو 2018. وسيتم التصويت على مستضيف المونديال من قبل الاتحادات الرياضية العالمية، ما عدا الدول المرشحة، أي المغرب إلى جانب أمريكا والمكسيك وكندا. ويتعين على المغرب الحصول على 104 أصوات على الأقل، ويمكن أن يضمن نصفها في حالة تصويت الدول الإفريقية، وهو ما يتأكد من دعم الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم. من جهته قال فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم، إن نظام التصويت الجديد التي ستعتمده "الفيفا" سيجعل حظوظ المغرب وافرة، وأضاف: "نعتقد أن يوم 13 يونيو سيكون منعرجاً حاسماً للمغرب، وفرصة لإقلاع رياضي كروي حقيقي من أجل مستقبل مشرف، وإظهار الإمكانية الحقيقية لاستضافة المونديال". وأشار لقجع إلى أن 80 في المائة من الدول المعنية بالمونديال تفصلها عن المغرب حوالي ساعتين عبر الطائرة، وقال إن هذا القرب يجعل التوقيت مناسبا لمتابعة المباريات دون الحاجة إلى انتظار ساعات الليل أو النهار الباكر، عكس الدول الأخرى المرشحة، والتي تتطلب ساعات طويلة للتنقل من مدينة إلى أخرى. من جهته، أكد رشيد الطالبي العلمي، وزير الشباب والرياضة، أن الحكومة تدعم بشكل كامل ملف ترشيح المغرب لكأس العالم، مشيراً إلى أن القطاعات الوزارية المعنية بجميع الترتيبات ستقوم بما يجب وستعبئ الموارد المالية المطلوبة من أجل ذلك، وقال إن "الترشيح يستجيب للمواصفات التي تطلبها الفيفا". ويأمل المغرب أن يكون ثاني بلد إفريقي وثاني بلد عربي يستضيف كأس العالم لكرة القدم بعد قطر، التي تستعد لاستضافة العرس الكروي بعد خمسة أعوام 2022، في وقت سيكون المونديال الأول من نوعه الذي يشهد مشاركة 48 منتخباً، موزعة على 16 مجموعة. وليست هذه المرة الأولى التي يترشح فيها المغرب لاستضافة كأس العالم لكرة القدم، إذ سبق أن تقدم للمرة الأولى لاحتضان كأس العالم 1994، ثم مونديال 1998، وكذلك مونديالي 2006 و2010 على التوالي، لكنه لم ينجح في مساعيه.