وجّه محمد بنسعيد آيت يدير، المقاوم المعروف أحد القادة اليساريين المؤسسين للحزب الاشتراكي الموحد، انتقادات حادة إلى شباب حزبه بسبب ما عرفته الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الرابع للحزب، يوم الجمعة الماضي بمسرح محمد الخامس بالرباط، من صفير على بعض الضيوف. وحل بنسعيد، أمس الأحد، ببوزنيقة حيث عُقد المؤتمر، وألقى كلمة أمام المؤتمرين والمؤتمرات خصصها للحديث عن حادثة الصفير ضد بعض زعماء الأحزاب اليسارية التي حضرت الجلسة الافتتاحية. وتأسف بنسعيد، الذي يعد رمزاً من رموز اليسار بالمغرب وله وزن داخل حزبه، لما عرفته الجلسة من قبل المؤتمرين، ودعاهم إلى احترام ضيوف الحزب، خصوصاً أنه حرص على توجيه الدعوة إلى الأحزاب اليسارية، إضافة إلى حزب الاستقلال. وقال بنسعيد في كلمة له أمام مؤتمري حزب الشمعة إن "الأحزاب اليسارية التي حضرت الجلسة الافتتاحية، وهي مشاركة في الحكومة، يلتقي معها الاشتراكي الموحد في بعض القضايا ويمكن الاشتغال معها، خصوصاً في ظل السعي نحو تجميع اليسار بالمغرب". واعتبر بنسعيد أن عدد المؤتمرين الذي وصل قرابة ألف لم يكن ضرورياً، داعياً إلى الاهتمام أكثر بالكيف عوض الكم، في إشارة إلى أن توسيع قاعدة المؤتمرين كان سبباً في بروز أخطاء تنظيمية يصعب تداركها. وكان الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الرابع ل"PSU"، يوم الجمعة الماضي، قد عرفت حضور نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، إلى جانب خالد الناصري، عضو المكتب السياسي للحزب ذاته، ونزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، وقياديين من الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ليس ضمنهم ادريس لشكر، الكاتب الأول للحزب. ورفع عدد من مؤتمري ومؤتمرات "الاشتراكي الموحد"، خصوصاً في صفوف الشباب، شعار "ارحل" في وجه محمد نبيل بنعبد الله ونزار بركة ومحمد اليازغي؛ وهو ما أحرج كثيراً اللجنة التنظيمية والأمينة العامة للحزب، نبيلة منيب. ولم يوجه الحزب، الذي قادته نبيلة منيب في الولاية السابقة، الدعوة إلى الأحزاب الأخرى، من بينها العدالة والتنمية وحزب الحركة الشعبية والاتحاد الدستوري والتجمع الوطني الأحرار، إضافة إلى جماعة العدل والإحسان الإسلامية. جدير بالذكر أن أرضية الأفق الجديد، التي تقودها نبيلة منيب، حظيت بإجماع مؤتمري الحزب، ومن التوقع أن تقود الحزب لولاية ثانية، بعد تشكيل المجلس الوطني الذي سيختار مكتباً سياسياً وأميناً عاماً في أولى دوراته الأسبوع المقبل. وتتحدث الأرضية عن توجهات استراتيجية كبرى تهتم بالهوية اليسارية المتجددة المستوعبة للتطورات والمستفيدة من الوجه المشرق للتراث الديني والثقافي، كما تشير إلى ضرورة الرد على الذين يتهمون اليساريين بمعاداة الإسلام ومحاربة التدين ونشر الإلحاد وإنكار الحق في الإيمان.