دقَّ فاعلون حقوقيون بجهة بني ملالخنيفرة ناقوس الخطر جرّاء عدم تسلّم المراكز الصحية بالجهة حصّتها من الأدوية الخاصة بعلاج الأمراض النفسية والعقلية، محذّرين من مغبّة مخاطر غياب هذه الأدوية، سواء على صحة وحياة المرضى أو على الأمن العام. التنسيقية الجهوية للمركز المغربي لحقوق الإنسان بجهة بني ملالخنيفرة وجّهت رسالة في الموضوع سالف الذكر إلى كل من المدير الجهوي للصحة ببني ملال وإلى وزير الصحة، قصْد التدخّل لتوفير الأدوية للمرضى العقليين والنفسيين بالجهة، بعد مُضيّ 19 يوما من شهر يناير الجاري دون أن تتوصّل المراكز الصحية بالجهة بحصّتها من هذه الأدوية. وأفاد حسن الشهلاوي، عضو التنسيقية الجهوية للمركز المغربي لحقوق الإنسان بجهة بني ملالخنيفرة، في تصريح لهسبريس، بأنَّ مخزون المراكز الصحية ببعض مدُن الجهة من أدوية علاج الأمراض العقلية والنفسية نفد تماما، كما هو الحال في مدينتي واد زم وأبي الجعد. وأضاف الفاعل الحقوقي أنَّ ما يُضاعف خطورة عدم تزويد المراكز الصحية بجهة بني ملالخنيفرة بالأدوية الخاصة بالأمراض العقلية والنفسية هو أنَّ الفئة التي تلجأ إلى استهلاك هذه الأدوية التي توزّع على المرضى مجانا هي الفئات الهشة، والتي لا تستطيع أنْ تتوجّه إلى الصيدليات لاقتنائها. وحسب إفادة المصدر ذاته، فإنَّ بعض الموظفين المشتغلين في مصالح الأدوية بالمراكز الصحية بجهة بني ملالخنيفرة يلجؤون إلى اقتناء أدوية الأمراض العقلية والنفسية من مالهم الخاص ومَنْحها إلى المرضى، اتّقاءً لأيِّ ردّ فعل عنيف قد يصدرُ منهم، إذا لم يحصلوا على الأدوية. وحذّرت التنسيقية الجهوية للمركز المغربي لحقوق الإنسان من الانعكاسات السلبية التي ستترتّب عن عدم تزويد المراكز الصحية بالأدوية الخاصة بالأمراض النفسية والعقلية على صحّة المرضى، إضافة إلى تفاقم معاناة أهاليهم؛ وهو ما قد يعرّض حياة المرضى وذويهم، وكذلك المجتمع للخطر، خصوصا أنّ معظم الحالات تنتمي إلى أسَر مُعوزة. وحسب المصدر ذاته، فإنَّ بعض المراكز الصحية بجهة بني ملالخنيفرة، وإن كانت تتوفر على بعض الأصناف من هذه الأدوية، فإنها تفتقر إلى بعض الأصناف الأخرى، كما هو الحال في إقليم ابن أحمد، وهو ما يجعل المرضى يكتفون فقط بأخذ أصناف الأدوية الموجودة في المراكز الصحية، ولا يتناولون كلَّ الأدوية التي يصفُها لهم الأطباء، وهو ما يؤخّرُ عملية العلاج. وفيما لا تُعرف الأسباب الحقيقية لعدم توصّل المراكز الصحية بجهة بني ملالخنيفرة بحصتها من أدوية الأمراض النفسية والعقلية، ناشدت الهيئة الحقوقية وزيرَ الصحة بالإسراع بإعطاء أوامره إلى الجهات المختصة بتوزيع هذه الأدوية قصْد السهر على تسليم المراكز الصحيّة حصّتها الشهرية منها، في الوقت المحدد وبدون اقتطاع، قبل أن يتفاقم وضع المرضى.