ركزت تعاليق وتحليلات الصحف الصادرة في أوروبا الغربية، اليوم الجمعة، على القمة الفرنسية -البريطانية و قرار الحكومة الفرنسية التخلي عن مشروع بناء مطار (نوتر دام دي لاند) و حصيلة السنة الأولى لدونالد ترامب بالبيت الأبيض ، وكذا الدعوة إلى التراجع عن مسلسل البركسيت . ففي بريطانيا، اهتمت الصحف بالقمة الفرنسية-البريطانية، حيث تطرقت صحيفة (الإندبندنت) إلى قرار المملكة المتحدة ضخ 44,5 مليون جنيه استرليني (50,5مليون أورو) لتعزيز الأمن وعمليات المراقبة حول كاليه، مشيرة إلى أنه سبق ان أنفقت حوالي 140 مليون أورو منذ 2015 . وأوضحت اليومية أن هذا القرار جاء خلال القمة الفرنسية- البريطانية ال35 التي انعقدت أمس الخميس بقرب لندن . إذ حصل الرئيس الفرنسي خلال هذه القمة على التزام رسمي من لندن "باستقبال بشكل سريع القاصرين غير المرفوقين بذويهم" ومعالجة ناجعة لملفات طالبي اللجوء واللاجئين المتواجدين بكاليه او في ضواحيها" . وأشارت إلى أن الرئيس الفرنسي أعلن أنه سيتم تقليص آجال تسوية ملفات البالغين من ستة أشهر إلى 30 شهرا و تلك المتعلقة بالقاصرين غير المرفوقين من ستة أشهر إلى 25 يوما، مبرزا أهمية المعاهدة الجديدة الفرنسية البريطانية الرامية إلى التخفيف من معاناة الأشخاص العالقين في كاليه. أما صحيفة (فاينانشل تايمز) فقد سلطت الضوء على اللجنة التي تم تشكيلها من قبل الحكومة البريطانية من أجل مواكبة المقاولات والأجراء الذين تأثروا بإفلاس مجموعة البناء والخدمات العمومية "كاريليون". وتطرقت الصحف الفرنسية إلى قرار الحكومة الفرنسية التخلي عن بناء مطار ب (نوتر دام دي لاند) ، حيث أشارت صحيفة (لوموند) في مقال تحت عنوان "الحكومة تدفن مطار الانقسام " إلى أنه ورغم وعود ماكرون خلال الحملة الانتخابية بإنجاز هذا المشروع، أعلن الوزير الأول عن التخلي عن بناء مطار ب (نوتر دام دي لاند) للخروج من الطريق المسدود. كما تناولت اليوميات حصيلة دونالد ترامب بعد مرور سنة على توليه الرئاسة ، و وكتبت (ليبيراسيون) أن ترامب يسعى للوفاء بوعوده خلال الحملة الانتخابية : الانسحاب من اتفاق باريس واتفاقية التبادل الحر العابرة للمحيط الهادي، والاتفاق النووي الإيراني. وأضافت أنه وعلى الرغم من الاستقالات المتتالية لمستشاريه المقربين والاتهامات بالاعتداءات الجنسية فإن المؤشرات توحي بأن الرئيس ال 45 للولايات المتحدة لا يبدو أنه متأثرا، مشيرة إلى أن انتخابات منتصف - الولاية في نونبر ستشكل مناسبة للتقدميين الذين يتعاظم شأنهم في الحزب الديمقراطي لإظهار قدراتهم على الإقناع والتعبئة. واهتمت الصحف السويسرية كذلك بتخلي الحكومة الفرنسية عن مشروع بناء مطار (نوتر دام دي لاند)، حيث نقلت تصريحا شديد اللهجة لعمدة نانت والتي أشارت فيه إلى أن تحول موقف الدولة يضرب عرض الحائط التعبير الديمقراطي الذي تم في يونيو 2016، مضيفة أن هذا القرار يترك القضايا الأساسية للجهة بدون أجوبة ويعاقب عشرات الآلاف من الاشخاص الذين يعيشون قرب نانت الأطلسية. من جانبها، أكدت (لاتريبون دو جنيف) أن الرئيس الفرنسي قام بمغامرة سياسية محفوفة بالمخاطر عندما قرر دفن هذا المشروع المثير للجدل، وفرضه رحيل المحتجين الذين احتلوا المكان. أما (24 أور) فاعتبرت من جانبها أن ماكرون راهن على حذف مشروع كان يريده عدد من الفاعلين الاقتصاديين، لكن التخلي عنه سيكسبه دعم المؤيدين للقضايا البيئية. في البرتغال، تمحورت تعاليق الصحف حول القمة الفرنسية -البريطانية، و اعتبرت صحيفة (بوبليكو) أن ملف الدفاع كان موضوعا مدرجا في جدول أعمال القوى الأوروبية التي تتوفر على قدرات عسكرية هائلة والتي تتقاسم وضع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن والقوى النووية التي لديها آراء متابينة بشأن التكامل الأوروبي. ولاحظت اليومية أنه خلال الاستماع لتريزا ماي و إمانويل ماكرون في القمة الفرنسية- البريطانية ال35 التي انعقدت أمس الخميس ، لم يكن الانفصال بين المملكة المتحدة و أروبا مطروحا ، مضيفة أن الرسالة كانت : مواصلة التعاون في مجال الدفاع ومحاربة الإرهاب و كذا السياسة الخارجية ، وهو ما يتماشى مع المصلحة "الحيوية " للبلدين. كما تطرقت اليوميات لقطاع السياحة، إذ كتبت صحيفة (دياريو دي نوتيسيا) أن عدد السياح المحليين والأجانب الذين زاروا البرتغال ارتفع بنحو 8 في المائة في الفترة ما بين يناير و نونبر 2017 مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية ،وزادت مجموع مداخيل القطاع بوتيرة أكثر ارتفاعا . وسجلت معطيات المعهد الوطني للإحصائيات أن السياحة جلبت للبلاد أزيد من 3,2 مليار أورو خلال ال11 الأشهر الأولى من 2017 وهو ما تجسد في تحقيق نمو بنسبة 17 في المائة، مشيرة إلى أن السياحة شكلت المحرك الثاني لانتعاش الاقتصادي خلال سنة 2017 .، وتناولت الصحف الإيطالية القرارات "غير المسبوقة" للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد مرور عام على توليه الحكم و تنافس الأحزاب على كسب أصوات الناخبين السلطة استعدادا لإجراء الانتخابات التشريعية القادمة . وكتبت صحيفة (لاريبوبليكا) أن العام الأول لرئيس ترامب بالبيت الأبيض اتسم باتخاذ قرارات "غير مسبوقة" ، همت عدة ملفات، خاصة السياسة الخارجية ، مشيرة إلى السعيه دائم ل"الوفاء بوعوده رغم الفضائح المتتالية ". وأشارت إلى المساعي المثيرة للجدل للرئيس الأمريكي ترامب المتمثلة في حظر السفر من بعض الدول العربية والإسلامية إلى الولاياتالمتحدة ، وتمسكه أمس الخميس ببناء سياج حديدي مع المكسيك، بتأكيد أن رؤيته لهذا القرار لم تتغير أبدا منذ اليوم الأول من اتخاذه ، ما يجعله ولايته الرئاسية على إيقاع "ثورة مستمرة". وتطرقت صحيفة (لاستامبا) إلى تنافس الأحزب على الظفر بأصوات الناخبين في إطار التحضير للانتخابات القادمة المقررة في الرابع من مارس 2018 ، من خلال التصريحات والتصريحات المضادة لزعماء بعض الأحزاب، مشيرة إلى قول الأمين العام لحزب لرابطة الشمال، ماتيو سالفيني بأنه سيكون رئيسا للحكومة القادمة، إذا تقدم حزبه في الانتخابات البرلمانية على حزب حليفه، في إئتلاف يمين-الوسط، سيلفيو برلسكوني. وأضافت أن سالفيني أشار خلال استضافته من قبل إحدى القنوات التلفزية الإيطالية ، مساء أمس الخميس أكد بأنه في حال اختار الناخبون الايطاليون رابطة الشمال، سوف "سيتولى منصب رئيس الوزراء وسيختار أفضل تشكيلة وزارية ممكنة"، ردا على البرلسكوني زعيم حزب (فورزا إيطاليا) الذي قال بأنه قد يتولى منصب رئيس الوزراء عقب الاقتراع المقبل. على صعيد آخر ، ذكرت صحيفة (كوريري ديلا سيرا) أن إيطاليا أصدرت أوامر بالقبض على 33 شخصا أمس للاشتباه في انتمائهم لمجموعة مافيا صينية متورطة في جرائم القمار و الابتزاز والمخدرات وتهيمن على نقل البضائع الصينية عبر أوروبا. وونقلت عن الشرطة قولها إن المجموعة كانت تتمركز في براتو قرب فلورنسا (شمال وسط) وهى حيث يتمركز المهاجرون الصينيون الذين يمتلكون العديد من المقاولات للنسيج . في إسبانيا، أولت الصحف اهتمامها للدعوة إلى التراجع في مسلسل بركسيت وفقدان اليسار الإسباني للتعبئة . وأكدت صحيفة (إلموندو) ان الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون انضم للقادة الأوروبيين جان كلود جانكر ودونالد تاسك من أجل تشجيع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي على تراجع عن البركسيت، مسجلة أن الرئيس الفرنسي أكد أنه يرحب بقرار تجميد مسلسل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي . و نقلت اليومية عن ماكرون قوله خلال زيارته الرسمية الأولى لبريطانيا العظمى أن "هناك أمرين لا يمكن للبركسيت تغييرهما : تاريخنا وجغرفيتنا ". من جانبها، أبرزت (الباييس) تراجع تعبئة ناخبي اليسار في إسبانيا، موضحة أن 1,7 مليون من المتعاطفين مع الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني وحزب اليسار الرديكالي يتأرجحون بين الامتناع والتردد. وأضافت اليومية استنادا إلى استطلاع للرأي أن نحو 20 في المائة من ناخبي بوديموس ، أي مليون شخص لم يعد لديهم اقتناع بهذه التشكيلة و لا بالحزب الاشتراكي العمالي .