تواصل الصحف الأوروبية الصادرة، اليوم الثلاثاء، بأوروبا الغربية، اهتمامها بتطورات الأزمة الكتالانية و بانتخابات النمسا و حرائق الغابات في البرتغال التي أودت بحياة 36 شخصا، ثم بالموقف الأوروبي من الملف النووي على خلفية تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق مع إيران، وكذا بالبركسيت في بريطانيا العظمى . ففي إسبانيا، تحدثت صحيفة " البايس " عن قرار السلطات القضائية الإسبانية اعتقال جوردي سانشيز وجوردي كويكشار على التوالي رئيس " رابطة الجمعية الوطنية الكاتالونية " ورئيس حركة " أومنيوم كولتورال " المؤيدة لاستقلال كتالونيا وذلك بتهمة العصيان خاصة وأنهما قادا مظاهرات حاصرت قوات من الحرس المدني الإسباني بإحدى البنايات الرسمية حين تدخلها لمنع إجراء الاستفتاء حول الاستقلال في الأول من أكتوبر . وأضافت الجريدة أن القضاء يطالب أيضا بسجن رئيس الشرطة المحلية بكتالونيا جوزيب لويس ترابيرو المتهم بشبهة العصيان خلال الأحداث التي شهدتها منطقة كتالونيا ولكن قاضي المحكمة الوطنية قرر تمتيعه بالسراح المؤقت مع المنع من مغادرة إسبانيا . ومن جهتها، كتبت جريدة " إلموندو " أن القاضية كارمن لاميلا اعتبرت أن جوردي سانشيز وجوردي كويكشار كانا يتحركان في إطار استراتيجية معقدة موجهة للحصول على استقلال إقليم كتالونيا من خلال تعبئة الناس وممارسة العصيان . وبدورها ،قالت صحيفة " لاراثون " أن دعاة الاستقلال بكتالونيا بدأووا يتحدثون عن " معتقلين سياسيين " وطالبوا بإطلاق سراح رئيس " رابطة الجمعية الوطنية الكاتالونية " وكذا رئيس الحركة الثقافية " أومنيوم كولتورال " مع ممارسة الضغط على الرئيس الكاتلاني كارليس بوغديمونت من أجل الإعلان على استقلال الإقليم . أما صحيفة " آ بي سي " فخصصت صفحتها الأولى للحديث عن الحرائق بمنطقة غاليسيا وبالبرتغال مشيرة إلى أن أغلب هذه الحرائق قد تمت بفعل فاعل . وقالت إن هذه الحرائق قد تسببت لحد الآن في مقتل أربعة أشخاص بمنطقة غاليسيا و 38 آخرين بالبرتغال . كما اهتمت الصحف الفرنسية بالتطورات الاخيرة بكاتالونيا، اذ كتبت صحيفة (لوفيغارو) انه يتعين على هذه الجهة الى غاية الخميس ان تقرر اعلان او رفض الاستقلال مشيرة الى ان رئيس الجهة لم يصرح عندما قال "تولي ولاية الشعب الكاتالاني بأنه سيجعل من الجهة دولة مستقلة على شكل جمهورية" بحسب تفسيره للاستفتاء المثير للجدل الذي نظم في فاتح اكتوبر ، لقد كان يعتزم اعلان الاستقلال. واضافت الصحيفة ان موقفا واضحا من بيديغمونت كان سيضعه على خلاف مع نصف معسكره المنقسم بين المعتدلين وبين أولئك الذين يريدون الذهاب حتى النهاية . من جهتها ، قالت صحيفة (ليبراسيون) ان كالس بيدغمونت كان الاثنين غامضا ورفض الرد على رئيس الحكومة الاسبانية ماريانو راخوي الذي طلب منه القول بوضوح اذا ما كان اعلن الاستقلال، مبرزة ان مهلة راخوي انتهت الاثنين على الساعة العاشرة، لكن رد بيدغمونت كان عبارة عن رسالة من صفحتين نشرت في الصباح ولم توضح شيئا. واضافت الصحيفة ان المهلة الغريبة لراخوي تتضمن في الواقع مهلتين تنتهي الاولى صباح الاثنين والثانية الخميس عند الساعة العاشرة، مؤكدة انه في غياب أي توضيح حتى ذلك الموعد يمكن لمدريد تنفيذ تهديدها باستخدام الفصل 155 من الدستور الذي لم يسبق استعماله والذي من شأنه ان يضع الجهة تحت الوصاية، فضلا عن الدعوة الى انتخابات سابقة لاوانها. اما صحيفة (لوموند) فذكرت انه فيما طلب الرئيس الاتفصالي مهلة شهرين، تستعد مدريد لوضع الجهة تحت الوصاية وذلك في ما يشبه لعبة القط والفأر. أما الصحف السويسرية فقد تساءلت عن حظوظ عودة اليمين المتطرف النمساوي للحكومة غداة الانتخابات التشريعية. وتطرقت "لا تريبون دو جنيف" إلى المخاوف الأوروبية، معتبرة في الوقت نفسه أنه سيكون من الخطأ الاعتقاد بأن حزب الحرية النمساوية هو المصدر الوحيد لحذر متنامي من المهاجرين ، خاصة المسلمين واعتبرت صحيفة "24 أور" أن "النتيجة الجيدة التي حققها القوميين ليست استثنائية "في النمسا ، حيث الحزب يشارك مسبقا في إدارة العديد من التجمعات". و وبالنسبة للصحيفة فإن كل المؤشرات تفيد بأن القائد الشاب سيباستيان كورتز ، الذي قد يحاول تجديد تحالف كبير مع اليسار، سيختار التحالف مع اليمين المتطرف من أجل تشكيل أغلبية حكومية " وبالنسبة لصحيفة (لوطون) فإن تصاعد اليمين والعودة المحتملة جدا للقوميين إلى السلطة ليس فيها أي شيء استثنائي بعد الاقتراع التشريعي بالنمسا . وتواصل الصحف البرتغالية تعليقاتها على حرائق الغابات التي اجتاحت البلاد مخلفة 36 قتيلا و عشرات الجرحى . وتحت عنوان " في ظرف أربعة أشهر ازيد من 100 قتيل " ، كتبت "بوبليكو" أنه لم يتم بعد استيعاب بشكل كلي ما وقع يومي الأحد والاثنين في حياة آلاف الأشخاص في المناطق بوسط وشمال البلاد . واعتبرت الصحيفة انه بعد مرور أزيد من 24 ساعة على بداية إحدى أكبر المآسي في البلاد التي عاشتها عشرات البلدات في تاغ ، ليس من الممكن القول بأن عدد القتلى بلغ 36 شخصا. وكتبت "دياريو نوتيسيا" أن خبراء علم المناخ و الحرائق وكذا رابطة رجال الأطفاء انتقدوا بشدة قرار تقليص إلى النصف وسائل مكافحة الحرائق في أكتوبر. وطلبت يومية "دي نوتيسيا" تقديم توضيحات كيف بالإمكان ان تحصل مرة أخرة مأساة بسبب الحرائق في البرتغال ، بعد أربعة أشهر فقط على الحريق القاتل الذي أسفر عن مقتل 64 شخصا وإصابة أزيد من 200 بجروح. و في بلجيكا، اهتمت الصحف بموقف الاتحاد الأوروبي بخصوص الملف النووي بعد تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، والبريكزيت والدعم الفرنسي - البلجيكي لقناة السين الشمالية. وأشارت (لوسوار) إلى مقاومة الاتحاد الأوروبي ، بالوسائل الممكنة، للحفاظ على الاتفاق مع إيران أمام سعي ترامب للتملص منه، أو أيضا لإقناع بيونغ يونغ للجلوس على طاولة المفاوضات. وأعربت الجريدة عن أسفها لكون المقاومة تتم بوسائل محدودة : الوحدة وقوة الإقناع بالطرق الدبلوماسية في ما يتعلق بواشنطن، والضغط، المعنوي، والعقوبات، على أمل حمل بيونغ يونغ على الجلوس إلى المفاوضات من أجل التخلي عن السباق نحو التسلح النووي ". من جانبها، اهتمت (ليكو) بالمفاوضات الجارية بين الأوروبيين والبريطانيين حول البريكزيت، حيث نشرت حوارا مع سفيرة بريطانيا آليسون روز، التي تؤكد أن اتفاقا نهائيا حول فاتورة الخروج في الاتحاد الأوروبي التي تشكل نقطة الخلاف الصعبة بين الطرفين ، " رهين بالاتفاق الذي سنحصل عليه والمتعلق بالعلاقات المستقبلية ". وفي موضوع آخر، ركزت (لاليبر بلجيك) على اللقاء بين الوزير الأول البلجيكي شارل ميشيل ونظيره الفرنسي إيدوار فيليب والذي أعرب عن تفاؤله حول إنجاز قناة السين الشمالية والذي سيمكن من ربط السين بالشبكة النهرية لأوروبا الشمالية والذي كانت باريس قد قامت بتجميده لاعتبارات مالية. واهتمت الصحف البريطانيا بالعلاقات الأورو-بريطانية والإعصار الذي ضرب إيرلندا وخلف ثلاث قتلى . وتطرق "ديلي تلغراف" من جديد للقاء الذي عقد أمس الاثنين ببروكسيل بين رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي و رئيس المفوضية الأوروبية جون كلوند يونكر اللذان اتفقا على ضرورة تسريع الجهود من أجل التوصل إلى اتفاق حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قبل القمة الحاسمة للاتحاد الأوروبي. ويأتي هذا اللقاء، حسب الصحيفة، في الوقت الذي يتنامى فيه القلق بشان إكمال المفاوضات بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة ، التي يرتقب أن تغادر الاتحاد الأوروبي في 2019 ، دون التوصل لاتفاق، مبرزة أن المحادثات بين القائدين تطرقت أيضا للاتفاق النووي الإيراني ومحاربة الإرهاب. وحسب "تايمز" فإنه يتعين على القادة الأوربيين أن يقرروا خلال القمة القادمة إذا ماكانت المفاوضات مع لندن قد أحرزت تقدما من اجل الانتقال إلى المرحلة الثانية والمتعلقة بالعلاقات المستقبلية لما بعد البركسيت، بعد مارس 2019 . واهتمت يومية "ذي سان" بعاصفة أوفيليا التي أودت بحياة ثلاث أشخاص أمس الاثنين بايرلندا، حيث بلغت سرعة الرياح 150 كلم في الساعة على سواحل غرب البلاد . كما واصلت الصحف الإيطالية اهتمامها بتطورات التحدي الانفصالي الكتالاني بعد اعتقال رئيسي منظمتين انفصاليتين . وذكرت صحيفة "لاستامبا" أن التوتر بين إسبانيا وكتالانيا قد يتأجج من جديد إثر قرار قاض في المحكمة الوطنية الإسبانية اعتقال مساء أمس الاثنين، رئيسي المنظمتين الانفصاليتين الأساسيتين في إقليم كتالونيا وهما جوردي سانشيز، رئيس منظمة التجمع الوطني الداعية للانفصال عن إسبانيا، وجوردي كويسارت، رئيس جمعية أومنيام التي تتبنى الدعوة إلى الحفاظ على اللغة والثقافة الكتالونية. واضافت اليومية أن المعتقلين يواجهان اتهامات بالعصيان وتحريض مئات المتظاهرين على إعاقة عمل الشرطة الوطنية، التي داهمت مكاتب الحكومة الإقليمية في 20 شتنبر، قبل إجراء "الاستفتاء المحظور" مطلع أكتوبر الجاري. من جانبها ، سجلت صحيفة (لا ريبوبليكا) ان حالة من عدم اليقين تخيم على رد فعل المسؤولين في كتالونيا بخصوص الإعلان عن استقلال الإقليم من عدمه ، وهو ما أثار غضب الحكومة الإسبانية التي لن تقبل ردا غامضا من بوغديمونت وتنتظر الإجابة ب " نعم أو لا " عن الطلب الذي وجهته إلى الرئيس الكتالوني. أشارت إلى أنه يرتقب أن يعقد الرئيس الكتالاني بويغديمونت يوم غدا الأربعاء مجلسا للوزراء للحسم في كيفية الرد على مدريد وتحديد الجواب على الاستقلال، مضيفا أنه قد تكون هناك فرصة للتفاوض من أجل حل الأزمة الكتالانية. من جانبها، ذكرت "كوريري ديلا سيرا" أن مدريد تعتبر جوردي سانشيز و جوردي كويسارت اللذان تم اعتقالهما "محور الشر" في إقليم كتالونيا، على الرغم من أن ليس لهما أي دور في الحكومة الكاتالونية أو البرلمان، لكنهما قادران على حشد الشارع الكتالاني وتواصل الصحف الالمانية اهتمامها بنتائج انتخابات ساكسونيا السفلى في البلاد والانتخابات التشريعية في النمسا. وفي تعليقها على انعكاسات انتخابات ساكسونيا التي فاز فيها الحزب الاشتراكي الديمقراطي متقدما على حزب المستشارة الالمانية انغيلا ميركل، أعربت صحيفة "آخنر تسايتونغ" عن اعتقادها بأن ميركل "ضعفت لكنها لا تزال أقوى بكثير من أي طرف آخر في حزبها". من جانبها، اعتبرت صحيفة (ليبتسيغر فولكس تسايتونغ) "أنها ليست علامة على القوة، ولكن على على الضعف أن الحزب الديمقراطي المسيحي اليوم لا يكافح من أجل القيادة". وبالنسبة لصحيفة "مونشنر ميركور" فان ألمانيا تحتاج في نهاية المطاف، "إلى حكومة عملية، ولكن هذه المرة تحتاج إلى شكل مختلف من التسوية الائتلافية من المعتاد،مبرزة أنه لكي يحقق الشركاء الأربعة في الائتلاف (حزبا الاتحاد المسيحي والخضر والحزب الديمقراطي الحر ) النجاح، عليهم تسجيل نقاط في القضايا التي كانت أكثر حساسية بالنسبة لناخبيهم وهي سياسة الأمن واللجوء في حالة حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي والسياسة المالية والاقتصادية بالنسبة للحزب الديمقراطي الحر، فيما كان الخضر خلال الحملة الانتخابية، أكثر تصميما في مجالات البيئة والسياسة الخارجية القائمة على القيمة. وبخصوص انتخابات النمسا، ذكرت صحيفة "دي فيلت" انه لا يوجد نموذج موحد للناخبين، مشيرة الى ان الحاجة العامة الى العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص هي حاليا أقل من الحاجة الى الأمن والنظام في مجتمعات أوروبية متباينة ومزدهرة مثل ألمانيا وفنلندا والنمسا، مضيفة أن المرشح لمنصب المستشارية مارتن شولز رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي والمستشار النمساوي كريستيان كيرن زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي النمساوي لم يدركا ذلك في الوقت المناسب. وسجلت الصحيفة على أنه بالرغم من المقاومة الداخلية، فإن النمسا لديها القدرة على أن تصبح نموذجا للإصلاح في أوروبا، نموذجا للتحول الناجح نحو بلد ديناميكي ومبتكر. وترى صحيفة " أوزنا بروكر تسايستونع " انه ليس هناك ما يدعو الى القلق من أن النمسا تحت حكومة سيباستيان كورز كما يعتقد بعض المتشككين، ستتخلى عن "التيار الأوروبي"، مؤكدة أن أوروبا هي جزء من الحل، وليس جزءا من المشكلة وان كورز يميز نفسه عن حزب "البديل من أجل المانيا اليميني الشعبوي".