https://www.facebook.com/elMayssa http://www.elmayssa.com نعم نريد دولة يسود فيها الإسلام وأرجو أن تصلحوا من معجمكم اللفظي: نحن لسنا إسلاميين.. نحن مسلمون. مسلمون يريدون أن يسود الإسلام؟ أي نعم.. هكذا يكون المسلمون! منذ ظهور اتحاد الحزب الاشتراكي الموحد وجمعية حقوق الإنسان مع جماعة العدل والإحسان، وتآلفها في حضن بعض الجرائد وقولبتها في قالب حركة نضالية حقوقية، أول ما طلعت به في تصريحاتها هو قيام دولة مدنية علمانية تمثلا بسياسة الغرب. ومن بين الادعاءات التي ادعوا أن العلمانية تسمح لكل الحق في أداء شعائره الدينية الخاصة بحرية، والمثال هو فرنسا التي منعت النقاب، والمسلمون الذين يتجرعون كل أنواع التميز في دول الغرب، والآذان الذي كاد يلغى بقانون برلماني في تونس العلمانية، والحجاب الذي منع ليس ببعيد عن كليات تركية، إلى آخره من الحريات الرائعة المطلقة التي يعيشها الإسلام مع العلمانية!! وفكرهم أنه حين تنفصل السياسة والقوانين عن كل ما هو دين سيسود الخير وتعم الطمأنينة والأمان وينتشر السلام ويصلح حال البلاد ويعم الرخاء والازدهار والنماء على البلاد.. مساكن! ومن تناقضات هذا الرهط من العلمانيين، أنهم يدعون أن الإسلام كعقيدة تضيق العقول وتحصرها في توجه فكري واحد، لكن الغريب في الأمر أنهم هم أنفسهم تمسكوا بهاته العلمانية لصقة "البق للي ميزهق" لضيق عقولهم وكرههم للدين، وكأن لا شيء غير العلمانية سيمهد الطريق للإصلاح. وكأننا جربنا أن نحكم بالإسلام الحق كما أنزل فساد خلاله الظلم ولم يظل غير اللادين ليصلح الأمر. وخطتهم التي يريدون تسريبها إلى عقول القراء على مهل، بين جرائد كأخبار اليوم ومواقع لكم وڭود وغيرها، أن إزالة باقي القوانين التي تأخذ تشريعاتها من الإسلام، وتطبيق المساواة في الإرث وإحلال زواج المرتد الملحد من الملحدة ومسح الدين من كل شأن وأمر، سيزيل المصداقية عن لقب أمير المومنين. لأنه حينها سيكون أميرا للمومنين بالإسم فقط، ولا دلالة لاسمه في الدستور أو في القوانين. وبالتالي ستنقص صلاحيات الملكية في المغرب، وسيتقلص ذلك الرابط الذي ربط بين الملك والشعب لمدة بعيدة، والتي لم يستطع المثقفون ولا المحللون فهمها، وهي صلة نابعة من الدين نفسه. وبالتالي ستصبح الملكية في المغرب ملكية تحكم في الجيش وفي الحكومة مفصولة عن المواطن وهويته المسلمة. وسيسهل الانقلاب عليه أو على الأقل الضغط بكلمات كملكية برلمانية لأجل الديمقراطية.. إلخ، حتى تصبح ملكية رمزية لا تسود ولا تحكم. ومن هنا تبدأ ازدواجية الخطاب، أي من هاته النقطة بالضبط حيث تصبح الملكية رمزية، يصدر العلمانيون رسالة إغراء إلى الشعب، يخبرونه أن حينها سيكون له كامل الحرية والحق في اختيار من يحكمه ضمن الأحزاب المتوفرة. وفي المقابل، تجدهم يصبون الشتائم والنقد لكل حزب ذي هوية مسلمة، ويحيون ويهللون للأحزاب اليسارية العلمانية. ونحن نعلم إن أصبحت الملكية رمزية ما هي الطبقة التي تتلوها؟ طبعا ليست طبقة الأحزاب ولا كتبة العلمانية من طينة بوعشرين، إنما هي طبقة الرأسماليين المليارديرين المغاربة، الذين غمروكم شيخات وبنادر وشطيح ورديح ليس ببعيد في رمضان الفائت ليروجوا لعقاراتهم وسلعهم ويزيدوا شركاتهم انتفاخا وتوسعا. هؤلاء، إن أصبحت الملكية رمزية، هم من سيختار لكم من سيحكمكم في الحكومة، وطبعا الدين يعارض تطلعاتهم، وسلعهم وأرباحهم، فلن يسود فيكم غير حزب يساري علماني يستهزئ بالدين مستعد للتحالف مع الشيطان لأجل كرسي في الحكومة أو البرلمان، لا يهمه لا شعب ولا يحزنون غير السلطة والمال. هؤلاء الصحافيون الذي يمضغون علكة الدولة المدنية العلمانية، التي فقدت الطعم وأصبحت رائحتها كريهة تضر من اقترب من مقال ماضغها، لن تنفع في ضمان نجاح خطتهم. فنحن لسنا مصرا التي عاشت مع مبارك في حكم بلا حكم، وسلطة عشوائية، لم يروه يوما دشن مصلحة ولا مدرسة ولا فتح مسجدا ولا صلى في جماعة، ترك بلده كالغاب القوي فيها يأكل الضعيف بلا رحمة. ونحن لسنا تونس التي عاشت مع رئيس يمقت الدين، في حكم زائف هواء، وعلمانية سجنت من سمع أنه يشهد الشهادتين... نحن دولة أولا وقبل كل شيء، والأهم من أي شيء، بيروقراطية. نحن دولة مؤسسات، دولة إدارات محكمة، من أيام السلطان الحسن الأول. كل شيء فيها موثق ومختوم بقوانين وشرائع وظهائر لها جذور يصعب اجتثاثها. وجلالة الملك يلعب فيها دور الإداري الأول قبل السياسي. يعني أنها دولة قانون سواء وجد في مسؤوليها من يطبقه أو من يتلاعب به. تبقى دولة قانون فوق رؤوس الجميع. ورهط من العلمانيين لن يستطيعوا اختراق هذه البيروقراطية بمخطوطاتهم أو شعاراتهم، فرغم أنها تصعب على المواطن أبسط تعاملاته الإدارية مع الدولة، إلا أنها على مستوى آخر تضمن أسس استقرار الحكم وتضمن للملك أن يثق فيمن حوله من حكومة ووزراء، حيث كل واحد منهم، رغم الجلسات والضحكات والصفقات التي تدار وراء الكواليس، يجبرعلى التعامل مع الآخر ببيروقراطية، بل حتى في النهب يجب التحايل بذكاء وليس بعشوائية، ما يجعلنا نحارب النهب نفسه وليس النظام. مثل هؤلاء العلمانيين المبهورين بالغرب كمراهق بهر بمادونا فقرر أن ديانة الكبالا هي طريقه إلى النجاح والشهرة والثراء. بلادة والله وغباء. مدونا اشتهرت بالعري وبنغماتها ورقصاتها ونجحت بذلك. وأنت يا بني محمد أو عبد الله أو توفيق أو العياشي حتى إن تدينت الكبالا ستبقى مغربيا عروبيا فاشلا. يجب عليك أن تتعلم الرقص كمادونا كي تجنح كمادونا. هذا قرائي الأعزاء واقرؤوا ما ينشر من جرائد أو ما ينشر عبر المواقع بحذر. فمثلنا المغربي يقول: نقطة بنقطة كيحمل الواد. حذار أن تستهلكوا جرعات زائدة من مقالات المراهقين العلمانيين حتى لا يصيبكم غسل دماغ. مايسة