http://www.facebook.com/elMayssa http://www.elmayssa.com كانت جمعة رائعة هاته التي مرت خلالها ظروف الاستفتاء الدستوري، بإحساس وطني عالي جدا، استيقظت وقبل تناولي وجبة الإفطار توجهت نحو أقرب مكتب للتصويت، نظرت على بطاقة الناخب رقم القسم ودخلت حاملة بطاقتي الوطنية، ثم حملت ورقة نعم وورقة لا وظرفا أصفر واختبأت وراء ستار التصويت للاختيار في سرية والابتسامة في وجوهنا جميعا نحن من في القسم تفضحنا.. نعم ونِعم المبادرة. لقد كانت فترة محنة لنا جميعا، فقد تحولنا من مواطنين نحب البلد وندافع عن الاستقرار لنا حق التشكيك في كل قادم راغب في زعزعة هذا الاستقرار ولو حاملا مطالب إصلاح حتى نتأكد من أن باطنه كظاهره، إلى متهمين ندافع عن أنفسنا وعن وطنيتنا ونحلف الأيمان أننا لا ننتمي لجهاز حكومي ولا مخزني ولا مخابراتي حتى يصدقنا الآخر. والغريب في الأمر، أن من ادعوا نصرة الديمقراطية والدفاع عن الحق والتكافؤ أبانوا عن ديكتاتورية فظة وترفع عن كل من خالفهم الرأي، حتى بتنا عوض الالتحام بغية إيجاد أفكار تتقدم بنا والوطن في أخذ ورد وتشاحنات، وأبى الحق في الرأي المتوسط المعتدل والحكمة إلا أن يعلى، ولا يعلى عليه، بدستور قدم الإسلام كهوية البلد والجماعة بسماحة التعايش مع باقي المعتقدات والأديان، في دولة حق وقانون شرائعها وقوانينها لا تخرج على نص الشريعة تحترم قواعد الدولة المدنية في حكمة غير مسبوقة. نعم، إن حكمة الدستور الجديد تجلت في أن أخذت بمطالب كل فئة من فئات الشعب المغربي وبلورتها في وسطية تحترم التعدد العرقي الثقافي الديني تثبت الهوية العتيدة في نفس كل مواطن تضاهي الدول المتقدمة في احترامها لمبادئ حقوق الإنسان وقوانين عادلة الصيغة والأحكام. وما بقي دون ذلك فقد ترسب على الهوامش، فما بقي خارج ما أتى به الدستور ليس إلا مطالب متطرفة تهدف بأن تميل بكفة المجتمع أقصي اليمين أو أقصى الشمال، فاتنة بتطرفها عدل ميزانه. وما كان لنا، أمام هذه المطالب المفتونة إلا مساندة هذا الدستور الجديد، بغية تكملة طريق حقة من العدالة الاجتماعية من خلال هويتنا كمغاربة مسلمين عربآمازيغ نحترم الاختلاف بكل روافده. الآن، بعد هذا الاستفتاء الذي سيصاغ من خلال نتائجه مستقبل البلد، لنا كمغاربة أن نشمر عن سواعد الجد ونبدأ أولا من أنفسنا، بأن نحمل فيها خيرا وثقة لما هو آت، فبتغيير الفكر يتغير السلوك، وبتغير السلوك يتغير الحاضر والمستقبل. لنا أن نبدأ بتطبيق قواعد المواطنة الحقة في أنفسنا وذوينا من مواطنين، بالعمل الجاد والإخلاص واحترام بعضنا البعض، وخدمة الوطن والمواطن في سبيل الله ثم لتنمية البلاد. هذه خطواتنا القادمة، التي ننتظر خلالها مشاركة ثانية لنا جميعا في اختيار حزب يوفق بين الهوية والمصالح العامة للمواطنين، والعمل مع الحكومة المختارة بطرق متوازية تسمح لنا جميعا بأن نحس بأهميتنا اتجاه الوطن وأهمية الوطن في اعتبارنا. إن الحس الوطني الذي يتأتى بحب الله وحب العمل في سبيله والإخلاص في ذلك وإتقانه هو طريقنا نحو مستقبل أفضل، فلا نحن قاعدون متواكلون في انتظار فرج من السماء متفرجون فيمن هم في كفاح يومي لتقدم البلاد، ولا نحن جاحدون بأنعم الله راغبين في الفتنة ودق الطبول الخاوية. بل نحن قادة وأئمة الإصلاح، بنا سيسير ومعنا سينمى ولنا سيزدهر. نحن أهل البلد، نحن المكلفون بها، نحن المهيؤون لخدمتها، نحن حاضرها، نحن من جلعنا الله في هذه الأرض السعيد نجول بها طولا وعرضا تكفلنا ونحميها وتأوينا ونبنيها.. كفى من التواكل.. كفى من الغوغاء.. هذا وقتنا نحن: وقت مابعد الاستفتاء.. مايسة [email protected]