احتفلت جمعيات عدة في إقليمالحوز بالسنة الأمازيغية الجديدة 2968، أو ما يسمى "إض يناير" أو "إض إسكاس" أو "إخف نسكاس"، بحضور فرق أحواش وإعداد أطباق تقليدية تمتح من عبق تاريخ القبائل الأمازيغية، بحضور ممثلي المجتمع المدني ومسؤولين منتخبين. وفي هذا السياق نظم مجموعة من النشطاء الأمازيغ بجماعة أوريكة حفلا فنيا إحياء لهذا الحدث المتجذر في تاريخ إمازيغن، على طول جغرافية شمال إفريقيا، بمشاركة مجموعة من الشعراء، الذين ألقوا قصائد أمازيغية حول السنة الجديدة، تتغنى بتشبث الإنسان الأمازيغي بهويته وعاداته وتقاليده الضاربة في عمق التاريخ. وبهذه المناسبة، نظمت جمعية "تاماكيت دوسنولفو"، بجماعة أيت أورير، أمسية فنية احتفاء برأس السنة الامازيغية، تحت شعار "جميعا من أجل جعل رأس السنة الأمازيغية عيدا وطنيا"، بمشاركة مجموعتي "ياكر" و"تاماكيت"، اللتين أتحفتا الحاضرين بأغانيهما الملتزمة والهادفة، وعادتا بعشاقهما إلى المعاني والدلالات العميقة والكلمات المتجذرة في التراث الموسيقي الأمازيغي الأصيل. محمد أيت عيسى، الفاعل الجمعوي بجماعة تغدوين، قال إن "الأطباق التي تهيئ بهذه المناسبة تختلف من منطقة أمازيغية إلى أخرى، فالبعض يحضر طبق "تكلا"، ومناطق أخرى تعد "بركوكش" أو"أوركيمن" أو"التريد" بالدجاج أو الكسكس بسبعة أنواع من الخضر أو ما شابه ذلك من مأكولات كلها تتضمن منتوجات الأرض، تيمنا بموسم فلاحي مثمر". وتابع أيت عيسى قائلا: "ففي طبق "تكلا" توضع ثمرة أو نصفها، ويسمى هذا التقليد "أغرمي"، ومن عثر عليها يعتبر من السعداء، وإن كانت امرأة تقدم لها مفاتيح الأسرة، باعتبارها وزيرة مالية هذه الخلية الاجتماعية، ولذلك دلالات رمزية". وللأمازيغ عادة أخرى "تتجلى في وضع لقمة "أكتمي" من هذه الأطباق، التي تعد بمناسبة "إض يناير"، في مكان ما خارج المنزل، وكل من وجد فيه علامة ما تحيل على ما سيكونه كفلاح أو كساب، وهذا يبين أن الذاكرة المغربية متنوعة وغنية، تحتاج إلى من يكشف تنوعها الثقافي"، يضيف أيت عيسى، الذي طالب ب"جعل هذه المناسبة عيدا وطنيا". يذكر أن الاحتفاء بالسنة الأمازيغية الجديدة كان مناسبة لتمكين الجيل الجديد من التعرف على كيفية إعداد الأطباق السابق ذكرها من طرف الآباء والأجداد، والتي تعد خصيصا في"إض يناير"، إضافة إلى أصناف من الخبز الذي يطهى في الفرن التقليدي "تفرنوت".