يبدو أن مسألة "الولاية الثالثة" التي فشل بعض قادة حزب العدالة والتنمية في تكريسها مع الأمين العام السابق عبد الإله بنكيران قد تجد لها طريقا في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي كان أول تنظيم سياسي يحدد سقف رئاسة الحزب في ولايتين فقط دون تجديد. فقد وضع إدريس لشكر، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، مسودة للنظام الأساسي على طاولة المكتب السياسي المنعقد بحر الأسبوع المنتهي، من أجل إدخال تعديلات عليها، تتضمن إمكانية منح الكاتب الأول ولاية ثالثة على رأس الحزب غير قابلة للتجديد. وتنص المادة 55 من المسودة التي حصلت عليها جريدة هسبريس الإلكترونية، في الباب المتعلق بالكاتب الأول، على أن "ينتخب الكاتب الأول لولاية تمتد بين المؤتمرين الوطنيين، ولا يمكن أن ينتخب إلا لولايتين متتاليتين، مع إمكانية الترشيح من جديد بعد انقضاء الولاية الموالية لفراغه من الكتابة الأولى، على أن لا يتعدى عدد الولايات المسموح بها ثلاث ولايات في المجموع". وأشارت مصادر اتحادية في حديثها لهسبريس إلى أن اللجوء إلى "الولاية الثالثة" وتضمينها في النظام الأساسي هو "ضرب لما عاهد عليه الحزب مناضليه، وخرق للقواعد التي دأب عليها منذ نشأته؛ إذ كان سباقا إلى نهج قاعدة انتخاب الكاتب الأول لولايتين فقط دون تمديد". وأوضحت مصادرنا أن إدريس لشكر، الذي توارى عن الأنظار منذ تشكيل الحكومة، "يريد استغلال اللحظة الصامتة التي يمر منها المشهد السياسي وصياغة قانون قد يمكنه من الترشح لولاية ثالثة في حالة قرر ذلك". ولفتت المصادر نفسها إلى أن التنصيص على ذلك في مسودة النظام الأساسي يشير إلى أن "لشكر ترك فرصة المناورة قانونيا خلال المؤتمر المقبل؛ إذ قد يقدم على الترشح في حالة وجود بلوكاج أثناء المؤتمر"، فيما علق عضو آخر على الأمر بكون "لشكر يريد أن يكون روبرت موغابي الاتحاد الاشتراكي". مقابل ذلك، نفى يونس مجاهد، عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي، في اتصال هاتفي بهسبريس، أن تكون المسودة المعروضة في الاجتماع المذكور تتضمن تنصيصا على الولاية الثالثة، وأشار إلى أن هذه المسألة غير واردة، مؤكدا غياب أي حديث عن مسألة التثليث. من جهتها، نفت عضو أخرى بالمكتب السياسي، لم ترغب في كشف هويتها للعموم، ورود هذه المسألة، وقالت إن "لشكر لا نية له في الترشح مستقبلا"، موضحة أن "الأمر لا يتعلق بالتنصيص على ثلاث ولايات متتالية على غرار ما كان يرغب فيه حزب العدالة والتنمية، وإنما الترشح لولاية ثالثة بعد فراغ يعقب الولايتين المتتاليتين"، وأعطت المثال على ذلك ب"محمد اليازغي الذي يمكنه الترشح مرة أخرى لولاية ثالثة، في حال تم اعتماد ما جاءت به مسودة النظام الأساسي". وبالرغم من التقليل من أهميتها من طرف أعضاء بالمكتب السياسي، فمن شأن هاته المسألة أن تثير نقاشا حادا في صفوف "الوردة"، على غرار النقاش الذي أثارته "الولاية الثالثة" وسط "المصباح" إبان مؤتمره الذي أفرز سعد الدين العثماني أمينا عاما.