احتفل المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، اليوم الجمعة، بالسنة الأمازيغية الجديدة 2968، التي تبدأ أولى أيامها غداً السبت 13 يناير، بحضور فرقة أحواش وعدد من الضيوف والأسر التي اجتمعت في جو عائلي حميمي حول أطباق تقليدية قديمة. واختار المعهد لاحتفالية السنة الجديدة شعار: "إيناير: تراث ثقافي لا مادي يستوجب الصيانة"؛ وهي المناسبة التي يحتفل بها الأمازيغ في كل شمال إفريقيا، سواء بالمغرب أو الجزائر أو تونس أو ليبيا، وفي المهجر أيضاً من لدن الجالية المهاجرة. ولم يتحقق مطلب اعتبار رأس السنة الأمازيغية عيداً وطنياً بالمغرب رغم مطالبة الحركة الأمازيغية بذلك منذ نصف قرن، ورغم تبينه من طرف أحزاب سياسية مغربية، كما لا يزال القانون التنظيمي لتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية يناقش في البرلمان بعد سبع سنوات من دسترة الأمازيغية كلغة رسمية للدولة المغربية. وقال المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية إن هذا الاحتفاء لديه تسميات عدة، منها "إيض يناير"، و"إخف نوسكاس"، و"حاكوزة"؛ وهو احتفال تقليدي فلاحي يسجل المرور إلى عام جديد بتهييء الأطباق التقليدية المختلفة من منطقة إلى أخرى. وأوضح المعهد أن إحياء هذا الاحتفال عادة قديمة تندرج ضمن الممارسات الاجتماعية والثقافية المتوسطية، وهي جزء من التقاليد التي تدخل في إطار النهوض بالهوية الثقافية الأمازيغية بالمغرب، وقد دأب المعهد على الاحتفال بهذه المناسبة منذ تأسيسه قبل أكثر من عقد من الزمن. ورغم أن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية مؤسسة عمومية استشارية تابعة للملك، إلا أنشطتها، خصوصاً الاحتفال برأس السنة الأمازيغية، لا يعرف مشاركة وزراء من الحكومة، في المقابل تعرف أنشطته الأكاديمية والعلمية والثقافية حضوراً ومتابعةً من قبل المجتمع المدني. وقال الحسين مجاهد، الأمين العام للمعهد الملكي الثقافة الأمازيغية، في تصريح لهسبريس، إن الاحتفاء بهذه المناسبة يدخل ضمن اهتمامات المعهد باعتباره مؤسسة مواطنة تعنى بالثقافة الأمازيغية بصفة خاصة. وأضاف مجاهد أن هذه الثقافة تضم الجانبين المادي واللامادي، وأوضح أن "احتفالنا اليوم هو بالجانب اللامادي الذي يشمل العادات والتقاليد والأعراف والأشعار والحكايات، ونحن نحتفل به على غرار الاحتفال بالسنتين الهجرية والميلادية". كما أشار مجاهد إلى أن هذا الاحتفال هو تذكير بعناصر الهوية المغربية، وتذكير بالاحتفاء بالأرض لما أعطت للبشر، وقال إنه يأمل أن يكون رأس السنة الأمازيغية عيداً رسمياً، وأن يكون كل ما يمس المغاربة في هويتهم ويفرحهم محتفى به شعبياً ورسمياً. وأبرز مجاهد أن الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة "عليه إجماع ومتعارف عليه، وأخذ بعداً كبيراً تمثل في تنظيم التظاهرات الفنية ومهرجانات في السنين الأخيرة، خصوصاً بعد ترسيم الأمازيغية في دستور 2011؛ لذلك فهو يوم جدير بأن يحتفى به".