تواصلت الاحتجاجات ضد ارتفاع تكاليف المعيشة في إيران لليوم الخامس على التوالي وأسفرت عن مصرع 11 شخصا واعتقال 300 آخرين رغم دعوات الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى الهدوء وحجب الشبكات الاجتماعية. ولقي شرطي إيراني مصرعه أمس خلال تبادل إطلاق نار وقع خلال الاحتجاجات التي شهدتها مدينة نجف آباد، بمحافظة آصفهان، وفقا لما نشرته وكالة "تسنيم" للأنباء. كما أصيب ثلاثة شرطيين آخرين بسبب الأعيرة النارية التي أطلقها أحد المتظاهرين خلال المظاهرات. وفي وقت سابق ردد المتظاهرون شعارات قوية، بعضها معارض لنظام الجمهورية الإسلامية والرئيس روحاني والمرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي، كما أحرق المحتجون أيضا حاويات القمامة وكسر الواجهات الزجاجية لبعض البنوك. وفي محافظة مركزي، اعتدى المتظاهرون على 11 شرطيا وطعنوا آخر بسكين يتواجد بالمستشفى في حالة خطيرة، وفقا لما قاله المحافظ علي آقازاده في تصريحات نقلتها وكالة "تسنيم" الإيرانية. وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن أعداء الجمهورية الإسلامية لم يحتملوا نجاح إيران في الاتفاق النووي وفي المنطقة، وحرضوا على الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها بلاده، بينما نشر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ السبت ولليوم الثالث من الاحتجاجات عدة رسائل على حسابه على شبكة "تويتر" الاجتماعية انتقد فيها السلطات الإيرانية. ونفى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اتهام روحاني بأن إسرائيل تقف وراء حداث العنف خلال الاحتجاجات، كما أوضح في بيان لمكتبه أن اتهامات روحاني "ليست عارية من الصحة فحسب، بل تثير الضحك"، موضحا أن رده يتم عبر "عدم إهانة الشعب الإيراني" لأنه "يستحق أفضل من هذا". وعقد البرلمان الإيراني جلسة غير عادية لتقييم الوضع في البلاد بعد موجة المظاهرات غير المصرح بها، وأكد النواب أنه حدث تدهور في ثقة المواطنين ازاء ارتفاع تكاليف المعيشة والسياسة الاقتصادية وقضايا الفساد التي اكتشفت، في وقت أكدت وزارة الداخلية الإيرانية أنها لم تمنح أي تصريح لأية تظاهرات مما يعني أن كل تلك الاحتجاجات غير قانونية، إذ أن قانون الجرائم السياسية في إيران يعاقب على أي مظاهرة يعتبرها "ضد إدارة البلاد ومؤسساتها السياسية وسياساتها الداخلية والخارجية". وحذرت روسيا أمس من أن التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية لإيران "غير مقبول"، معربة عن تطلعها لعدم تطور الوضع في البلاد تجاه العنف وسفك الدماء. وقال متحدث باسم الخارجية الروسية خلال مؤتمر صحفي "التدخل الخارجي الذي يزعزع استقرار الوضع غير مقبول"، مشيرا إلى أن ما يحدث "شأن داخلي إيراني"، معربا عن تطلعه لئلا يتخذ الوضع في الجمهورية الإسلامية، حليفة روسيا في دعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد، منحى "العنف وسفك الدماء". من جهته أفاد المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي سيد حسين نقوي حسيني بإن "الشعب الإيراني لن يتهاون مع مجموعة تخل بالنظام العام وتلحق أضرارا بالآخرين، وفقا لوكالة أنباء (اسنا) الإيرانية. ووجه رئيس السلطة القضائية بإيران صادق لاريجاني وكلاء النيابة في جميع مدن البلاد بمواجهة ب"إصرار وجدية" مثيري الشغب في المظاهرات ضد السياسة الاقتصادية، كما أعلنت وزارة الاستخبارات الإيرانية أن عناصرها حددت هوية واعتقلت عدة أشخاص يقفون وراء أعمال العنف الأخيرة في المظاهرات. وكشف مسؤولو الاستخبارات الإيرانية في بيان أنه يجرى ملاحقة متورطين آخرين وسيعاملون بشدة قريبا، بينما حذر الحرس الثوري الإيراني المتظاهرين المناهضين للحكومة بمواجهة "قبضة من حديد" إذا استمرت الاضطرابات السياسية. وتعد هذه أكبر مظاهرات مناهضة للحكومة في إيران منذ عام 2009 عندما نظمت "الحركة الخضراء" عدة أيام احتجاجية ضد اعادة انتخاب الرئيس آنذاك محمود احمدي نجاد والتي قمعت بشدة.