قال وزير داخلية إيران، عبد الرضا رحماني فضلي، اليوم الأحد، إنه لن يسمح باستمرار موجة المظاهرات التي تجتاح مختلف أنحاء البلاد خلال الأيام القليلة الماضية، مشيرا إلى أن الاحتجاجات تخللتها أعمال عنف دموية. وأضاف وزير الداخلية الإيراني: "ليس هناك أي خيار لتسوية المشكلات بالعنف والإرهاب"، مشيرا إلى أن المظاهرات لم تعد احتجاجات، بل أصبحت عصيانا ضد الشعب، متابعا: "لا يمكننا السماح بذلك ولن نسمح به، وأي شخص يختار انتهاك القانون سيتعين أن يدفع الثمن ويواجه العواقب"، مشيرا إلى أن "هناك سبلا قانونية يستخدمها الناس إذا أرادوا إثارة قضية مع الحكومة"، بتعبير فضلي. من جهته، اعتبر الأكاديمي الخبير التركي في الشؤون الإيرانية، عارف كسكين، أن ربط المظاهرات الشعبية في إيران بدول وجهات خارجية هو "تجاهل للمشاكل الداخلية"، مؤكدا في حديث صحافي لوكالة الأناضول التركية أن "المتظاهرين يعبرون عن سخطهم من دعم حكومة بلادهم لنظام بشار الأسد في سوريا وسياساتها في الشرق الأوسط". وأضاف أن "المتظاهرين الذين خرجوا إلى الشوارع في مختلف المدن، خلال الأيام الماضية، يطالبون بالديمقراطية وحرية التعبير"، مبرزا أن "إيران تواجه مشاكل اقتصادية خطيرة جدًا، وأن حكومة الرئيس حسن روحاني جاءت على خلفية وعود أطلقتها لحل المشاكل الاقتصادية". وأبرز الخبير التركي أن "الشعب الإيراني أمل من حكومة روحاني وضع حدّ للأزمة الاقتصادية والبطالة وإنهاء التضخم والوصول إلى توافق مع الغرب على خلفية الاتفاق النووي، إلاّ أن آماله ذهبت سدى ليدخل في مرحلة يأس خطيرة". وشدّد كسكين على أن "ربط المظاهرات الشعبية في إيرانبالولاياتالمتحدة هو هروب للأمام وتجاهل للمشاكل الداخلية؛ فالشعب يريد وضع حدّ للصعوبات الاقتصادية،" لافتا إلى أن "الولاياتالمتحدة وإسرائيل والسعودية لا تمتلك القدرة على حشد تلك التظاهرات في المدن الإيرانية". المتحدث اعتبر أن "المظاهرات في إيران تمكّنت في فترة وجيزة من بلورة هوية سياسية، بسبب الضغوط السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية"، مستطردا بالقول: "لكن وجود بعض الهتافات العنصرية (الفارسية) في المظاهرات قد تقلق المواطنين الإيرانيين من الإثنيات التركية والكردية والعربية والبلوش". وأكّد الأكاديمي التركي أنه من المبكر وصف المظاهرات في إيران ب "الربيع الإيراني" أو "ربيع الشعوب الإيرانية"، وزاد أن "هكذا تقييم سيكون سابقًا لأوانه في الوقت الحالي، فضلًا عن احتمال قمع النظام الإيراني لتلك المظاهرات من خلال استخدام العنف المفرط". ومنذ الخميس الماضي، يخرج الآلاف من الإيرانيين إلى الشوارع للإعراب عن مظالمهم، ومن بينها ارتفاع تكلفة المعيشة، والبطالة، وسياسات طهران بشأن الشرق الأوسط على الرغم من تحذيرات من مسؤولي الأمن، بينما تم اعتقال أكثر من 80 شخصا في مختلف أنحاء البلاد. من جهة أخرى، أكدت البوابة الإلكترونية للتلفزيون الإيراني، اليوم الأحد، مقتل متظاهرين اثنين خلال احتجاجات معارضة للنظام في مدينة دورود بإقليم لورستان غربي إيران. ورجح مدير الأمن في المقاطعة، حبيب الله خوجاسته، وجود إشارات على تورط أعضاء تنظيم الدولة الإسلامية "داعش". وفي سياق متصل، حظرت إيران استخدام تطبيق الرسائل الفورية "تلغرام" على أغلب السكان، مع استمرار المظاهرات المناوئة للحكومة هناك لليوم الرابع، بحسب ما قاله الرئيس التنفيذي لشركة "تلغرام"، بافل دوروف، الذي أضاف أن قرار إيران بحظر الخدمة يأتي ردا على رفض "تلغرام" غلق "قنوات الاحتجاج السلمية". بدوره قال التلفزيون الرسمي الإيراني، اليوم الأحد، إن سلطات البلاد قرّرت مؤقتًا حجب تطبيقي "إنستغرام" و"تيلغرام"، إذ ونقل الموقع الإلكتروني للتلفزيون الرسمي، عن مصدر لم يسمه قوله إن "قرار الحجب جاء للحفاظ على سلامة وأمن المواطنين"، مضيفا: "بقرار من مجلس الأمن القومي الأعلى، فإن الأنشطة على تطبيقي تلغرام وإنستغرام باتت محدودة بشكل مؤقت".