حذر محللون وباحثون سياسيون من أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن الاحتجاجات في إيران لا تساعد المتظاهرين الإيرانيين بل تضرهم، مؤكدين أن النظام الإيراني يستخدم هذه التصريحات لتشويه صورة المتظاهرين. ونقلت شبكة "سي.إن.إن" الإخبارية الأمريكية عن تريتا بارسي، رئيسة المجلس الوطني الأمريكي الإيراني، إن الاحتجاجات في إيران ليست قضية الولاياتالمتحدة. وأضافت :"هذا الأمر ليس عن ترامب، وتدخل ترامب فيه لن يكون مساعدا لأنه لا يتمتع بأي مصداقية في إيران". وأكد رضا مراشي، مدير الأبحاث في المجلس الوطني الأمريكي الإيراني، أن حركة الاحتجاجات في إيران "أصلها إيراني وستكون نهايتها إيرانية". فيما قال الباحث في مركز كارنيجي للسلام الدولي كريم سدجابور إن "التصريحات ضد النظام الإيراني ربما لا تكون فقط غير مفيدة بل أيضا قد تستخدم كذريعة للقمع". واعتبرت المحللة الإيرانيةالأمريكية هولي داجرس أن "أفضل شيء يمكن للعالم أن يقدمه إلى إيران هو أن ينتظر ويراقب ما الذي سيحدث". وقالت للشبكة إن "التصريحات التي قد يعتقد البعض أنها في مصلحة الإيرانيين تؤذيهم أكثر من أي شيء آخر". واتهمت داجرس إدارة ترامب ب"النفاق"، قائلة إن الإيرانيين كانوا في صدارة المتضررين من قرار ترامب بحظر سفر مواطني عدة دول إسلامية إلى الولاياتالمتحدة. وأضافت أن "منع الإيرانيين من دخول الولاياتالمتحدة ثم التصريح بتأييد احتجاجاتهم نفاق". وتابعت بالقول: "إذا كنت تدعم الإيرانيين لم تكن لتمنعهم من مغادرة بلادهم والسفر إلى الولاياتالمتحدة هربا من النظام القمعي". وأكدت أن "الولاياتالمتحدة لديها تاريخ من التدخل في الشؤون الإيرانية، والإدلاء بتصريحات يضعف الثقة في المتظاهرين الإيرانيين". وقالت إنه "لهذا السبب لم تخرج تصريحات مماثلة من إدارة الرئيس السابق باراك أوباما وقت احتجاجات إيران عام 2009 لأنهم كانوا يعلمون أن ذلك سيزعزع الثقة في المتظاهرين وسيمنح النظام الإيراني فرصة ليصف المتظاهرين بأنهم عملاء للخارج". وكان ترامب أعاد، مساء السبت، نشر مقتطفات من خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، في أيلول/سبتمبر الماضي، الذي هاجم فيه النظام الإيراني. كما كتب في تغريدة :"على الحكومة الإيرانية احترام حقوق شعبها، بما في ذلك حق التعبير.. العالم يراقب". ورد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي على ترامب بأن طهران تعتبر تصريحاته "سخيفة وعديمة القيمة". واتهم قاسمي الرئيس الأمريكي ب"الحقد" على الإيرانيين وتقديم "دعم انتهازي ومخادع" للاحتجاجات.