أعلنت واشنطن السماح مؤقتا ل8 دول بمواصلة استيراد النفط الإيراني بعد سريان عقوباتها الجديدة ضد طهران اعتبارا من يوم الاثنين القادم، بشرط تقليص هذه الدول لأحجام استيرادها هذا. ولم يذكر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الذي أعلن القرار يوم الجمعة ، أسماء تلك الدول، لكن الاتحاد الأوروبي ككل، الذي يتألف من 28 عضوا، لن يحصل على إعفاء من ضرورة الالتزام بعقوبات أمريكا ضد إيران، إذ أكد بومبيو: "إن الدول التي حصلت على إعفاء أثبتت قيامها بجهود كبيرة في اتجاه وقف وارداتها النفطية قدر الإمكان" من إيران. وأشار إلى أن "اثنتين من هذه الدول تعهدتا بقطع وارداتهما من النفط الإيراني تماماً في المستقبل، فيما ستستمر الدول الست الأخرى في شراء النفط الإيراني بكميات أقل بكثير من فترة ما قبل العقوبات"، مبيناً أن "هذه المفاوضات متواصلة" وأن "الدول المعنية تقع خارج الاتحاد الأوروبي". ونقلت وكالة "بلومبرغ" يوم الجمعة عن مسؤول أمريكي قوله، إن واشنطن وافقت على السماح لثماني دول بالاستمرار في شراء النفط الإيراني بعد إعادة فرض عقوباتها على طهران، بينها كوريا الجنوبية، الحليف المقرب من الولاياتالمتحدة، إضافة إلى اليابانوالهند. وقال الخبير، كلايتون آلن، في شركة الاستشارات "هايت سيكيوريتيز"، في مذكرة يوم الجمعة: "نعتقد أن ترامب سيوافق على استيراد الصين بعض الكميات (من النفط الإيراني)، على نحو يماثل المعاملة التي تتلقاها الهندوكوريا الجنوبية". وكشف وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين أيضا، أن واشنطن أبلغت شبكة "سويفت"، أي نظام التحويلات المالية العالمية التي مقرها بلجيكا، أنها تنوي قطع خدماتها عن جميع المؤسسات المالية الإيرانية التي تخطط الولاياتالمتحدة لوضعها في قائمة سوداء اعتبارا من يوم الاثنين. وامتنع عن ذكر أسماء المؤسسات المستهدفة. وإعادة فرض العقوبات على طهران جزء من مسعى مشترك أوسع لإسرائيل وللرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بهدف إرغام إيران على التراجع عن سياستها الإقليمية وبرامجها النووية والصاروخية ودعمها لحلفائها في اليمن وسوريا ولبنان ومناطق أخرى في الشرق الأوسط. وقال بومبيو أن "هذا الجانب من الحملة يهدف إلى حرمان النظام(الإيراني) من الإيرادات التي يستخدمها لنشر الموت والدمار حول العالم... هدفنا النهائي هو إجبار إيران على التخلي بشكل دائم عن أنشطتها المتطرفة والتصرف كدولة طبيعية". وردّت إيران على ذلك بالقول، إنها غير منزعجة من إعادة فرض العقوبات الأمريكية التي لا تستهدف فقط قطاعها الحيوي للنفط والغاز بل أيضا شركات الشحن البحري وبناء السفن والبنوك. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي: "أمريكا لن يكون بمقدورها تنفيذ أي إجراء ضد شعبنا العظيم والشجاع... نحن لدينا المعرفة والمقدرة على إدارة الشؤون الاقتصادية لبلدنا". وكشف وزير الطاقة التركي، فاتح دونميز، يوم الجمعة، أن واشنطن أبلغت بلاده بأنها ستحصل على إعفاء من العقوبات الأمريكية على مبيعات النفط الإيراني. وأضاف أنه يرحب بهذا التحرك لأن أنقرة حذرت في السابق من أن العقوبات الأمريكية سيكون لها "تأثير سلبي على السلام والاقتصاد في دول مجاورة مثل تركيا". وقال 3 مسؤولين عراقيين يوم الجمعة إن الولاياتالمتحدة أبلغت العراق أنها ستسمح له بمواصلة استيراد إمدادات حيوية من الغاز والطاقة والمواد الغذائية من إيران بعد أن تعيد واشنطن فرض عقوبات على قطاع النفط الإيراني. والإعفاء للعراق مشروط بألا يدفع لإيران ثمن الواردات بالدولار الأمريكي، وقال مسؤول باللجنة الوزارية إن وزارة المالية العراقية أنشأت حسابا لدى بنك مملوك للدولة ستودع بغداد فيه المبالغ المدينة بها لإيران عن الواردات، بالدينار العراقي.