قام جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية بطرابلس الليبية بنشر لائحة تضم 254 مغربيا من العالقين في مركز إيواء المهاجرين غير الشرعيين، بعد إلقاء القبض عليهم منذ أشهر، ليرتفع العدد بعدما كان 233 قبل هذا اليوم، إذ سلم قرابة 21 مغربيا آخر أنفسهم للأجهزة الأمنية الليبية، ضمنهم أربع نساء وطفل واحد. مقابل ذلك، علق المغاربة العالقون في مركز الإيواء المذكور إضرابهم عن الطعام الذي نفذوه منذ الأسبوع المنصرم، وأوردت عائلاتهن، في اتصال مع هسبريس، أن الخطوة جاءت "بشكل قسري من طرف رجال مركز إيواء المهاجرين غير الشرعيين بطرابلس عبر تعنيفهم، حتى لا تتحمل الهيئة المذكورة تبعات تدهور أحوالهم الصحية من تطبيب وعناية". حسني أبوعيانة، رئيس المكتب الإعلامي بجهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية فرع طرابلس، قال إن المغاربة العالقين استكملوا الإجراءات القانونية اللازمة لعودتهم طواعية إلى بلادهم المغرب، مشيرا إلى أن هذه العودة تتم دوما "بالتعاون مع السلطات المغربية الشقيقة"، ومشددا على أنه ما عدا 254 مهاجرا غير شرعي "لا يوجد لدينا أي مهاجر غير شرعي آخر من الجنسية المغربية". وأورد المصدر ذاته أنه جرى الانتهاء من تصوير وتسجيل جميع المهاجرين غير الشرعيين من الجنسية المغربية، من نزلاء مقر جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية - فرع طرابلس، وتم إرسال اللائحة على الفور إلى السفارة المغربية في تونس العاصمة، وذلك "لاستخراج وثائق سفر مؤقتة لهم لتسهيل عودتهم طواعية وبرغبتهم إلى بلادهم المغرب الشقيق جوا عبر مطار إمعيتيقة الدولي"، مضيفا أن هذا يدخل ضمن الاتفاق الجاري مع السلطات المغربية. وكان "حراكة" مغاربة من العالقين في عدد من مراكز "الإيواء" الليبية، التي توصف بمراكز "الاحتجاز"، نظرا لظروفها الإنسانية المأساوية، قد دخلوا في إضراب مفتوح عن الطعام قبل أيام للفت انتباه السلطات المغربية والمطالبة بتسريع عمليات الترحيل إلى أرض الوطن، أسوة بأفواج سابقة، ضمن عملية أسفرت عن ترحيل قرابة 500 مغربي في مرحلتين. وعلمت هسبريس أن الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة مستمرة في جهودها وعمليات التنسيق مع المسؤولين الليبيين في مراكز الإيواء وباقي المصالح المغربية المعنية، من أجل ترحيل أفواج أخرى من "الحراكة" المغاربة في مرحلة قادمة قريبا، خاصة على مستوى المراكز الأخرى، مثل "جنزور" و"عين معيتيقة" و"تاجوراء". الوزارة المذكورة تدخلت خلال الشهور القليلة الماضية لترحيل نحو 500 مغربي من المهاجرين العالقين في ليبيا، على فوجين، آخرهما قبل أسابيع، وهو الفوج الذي شمل 235 مغربيا، ضمن عملية تمت بتنسيق مع وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، عن طريق مديرية الشؤون القنصلية والاجتماعية وباقي مع الجهات المختصة، وخصصت لأجلها طائرة خاصة انطلقت من مدينة جربة التونسية. وكانت تلك مرحلة أولى. وكانت طرابلس ثمنت جهود الرباط لترحيل مواطني المملكة العالقين في ليبيا، بعد اعتقالهم منذ أشهر وهم على استعداد للهجرة غير النظامية صوب أوروبا؛ في حين استقبلت السلطات الليبية، قبل أيام، وفداً مغربياً للإشراف على عملية إعادة "الحراكة" المغاربة العالقين. وكشف جهاز مكافحة الهجرة السرية بطرابلس أنه في إطار التعاون المشترك بين البلدين تم الاتفاق على أن تكون العودة الطوعية للمغاربة العالقين خلال أيام قريبة.