يشعر كبار المسؤولين الإقتصاديين والصيارفة والمحللين الإقتصاديين المغاربة بالكثير من التفاؤل على المستقبل الاقتصادي للمغرب خلال العام المقبل، بعد أن استطاعت الرباط استقطاب مشاريع اقتصادية كبرى داخل المملكة، في ظل استمرار التوسع المالي والصناعي والخدماتي للمغرب في دول افريقيا جنوب الصحراء الكبرى. وإلتقت أراء كل من مولاي حفيظ العلمي، وزير التجارة والصناعة والإقتصاد الرقمي ومحمد الكتاني رئيس مجموعة التجاري وفا بنك المصرفية، وهشام السرغيني زناتي، المدير العام لصندوق الضمان المركزي، الذين اعتبروا أن سنة 2017 عرفت تحقيق العديد من المكاسب الاقتصادية التي عززت المكانة الإقليمية والقارية للمغرب، وعززت معها أحلام المسؤولين والمحللين المغاربة بتحقيق مزيد من النتائج الإيجابية في 2018. عمل بإشراف ملكي اختار مجموعة من المسؤولين المغاربة العمل في صمت، تحت إشراف مباشر للملك محمد السادس، من أجل إنهاء مجموعة من العمليات الكبرى لاستقطاب كبريات المجموعات الصناعية العالمية في قطاعات صناعية حيوية إلى جانب وضع آخر اللمسات للإلتحاق بالمجموعة الاقتصادية الإقليمية لدول افريقيا الغربية المعروفة اختصارا ب"سيداو". وفي الوقت الذي ضربت فيه دول افريقيا الغربية موعد شهر يناير من العام المقبل، للإعلان عن الموقف الرسمي لهذه الدول اتجاه طلب التحاق الرباط بهذا التجمع الاقتصادي الإقليمي، في ظل تفاؤل كبير لحلفاء المغرب المنتمين لنفس التجمع بالموافقة على الطلب بالغالبية المطلقة، يودع المسؤولون والمحللون الإقتصاديون سنة 2017 وهو متأكدون أنها ستشكل حافزا لتحقيق مزيد من المنجزات الاقتصادية في بحر السنة المقبلة. مولاي حفيظ العلمي، وزير التجارة والصناعة والاقتصاد الرقمي والملياردير المغربي وصاحب أكبر مجموعة استثمارية متخصصة في التأمينات على المستوى الافريقي، يرى أن السنة الحالية تعتبر سنة إيجابية على صعيد النتائج الاقتصادية التي حققها المغرب. ويعتبر العلمي، الذي أدلى بتعليق لهسبريس حول الحصيلة الاقتصادية والصناعية للمغرب برسم العام المنصرم، أن المغرب استطاع استقطاب كبريات المجموعات الاقتصادية العالمية العاملة في صناعة السيارات وأجزائها خلال العام الماضي، وهو ما عزز مكانة المملكة المغربية كمنصة عالمية لهذه الصناعة. وأضاف وزير التجارة والصناعة والاقتصاد الرقمي: "المغرب اختار مواكبة التطورات المتسارعة التي يشهدها العالم، عبر الاستثمار في القطاعات التكنولوجية ذات القيمة المضافة العالية كما هو الشأن بالنسبة للاستثمار الذي تقوده مجموعة "ي واي دي الصينية التي قررت إنشاء أربعة مصانع لصناعة البطاريات والسيارات الكهربائية والحافلات والشاحنات والمونوراي على مساحة 50 هكتار، منها 30 هكتارا عبارة عن مساحات مغطاة، إلى جانب الإستثمار في الذكاء الصناعي وهو الاستثمار الذي يقوده المجمع الشريف للفوسفاط بشراكة مع مجموعة أي بي إم". المصارف المغربية ...مزيدا من التوسع القطاع المصرفي الذي استطاع تعزيز مكانة المغرب الاقتصادية، يقول محمد الكتاني رئيس مجموعة التجاري وفا بنك المصرفية التابعة لمجموعة الشركة الوطنية للاستثمار القابضة، إنه سجل مزيد من النتائج الإيجابية خلال السنة الجارية والتي زادت من توطيد مكانة المغرب في القارة الإفريقية. وأضاف الكتاني في تصريح لهسبريس: "التجاري وفا بنك واصل توسعه أيضا، وولج إلى السوق المصرية عبر اقتنائه لمجموعة بنكية هناك، التي عززت الاستثمارات المغربية في هذا البلد". وعبر رئيس مجموعة التجاري وفا بنك المصرفية عن تفاؤله بمستقبل القطاع المصرفي المغربي، الذي شهد العام الماضي تعزيز عروضه البنكية عبر إطلاق مجموعة من البنوك التشاركية من ضمنها أمنية بنك والصفاء وآخرها بنك التمويل والإنماء BTI Bank التشاركي التابعة لمجموعة البنك المغربي للتجارة الخارجية لإفريقيا ومجموعة البركة المصرفية. المقاولات... بداية الإقلاع وأكد هشام السرغيني زناتي، المدير العام لصندوق الضمان المركزي، أن سنة 2017 شهدت تقديم تمويلات كبيرة للمقاولات المغربية، من خلال توسيع دائرة الضمانات التي تتيح لها الحصول على تمويلات لمشاريعها التطويرية. وأوضح السرغيني زناتي أن الفترة الأخيرة شهدت اهتماما كبيرا بفتح قنوات التمويل المصرفية أمام المقاولات الصغيرة والمتوسطة المغربية، إلى جانب تمويل مشاريع المقاولات الذكية، التي قال عنها مدير الصندوق المركزي للضمان إنها تشكل قاطرة للدفع بالاقتصاد الرقمي نحو الأمام ومضاعفة القيمة المضافة وتعزيز مساهمتها في النمو الاقتصادي.