يبدو أن مسار محاكمة معتقلي حراك الريف سيعرف منعطفا جديدا، بعد إقدام هيئة الدفاع على انسحاب جماعي من جلسة اليوم الثلاثاء. فبعد انسحاب النقيب عبد الرحيم الجامعي، بادر كل المحامين إلى الانسحاب عقب اجتماع لهم بإحدى القاعات المجاورة للقاعة رقم 7، احتجاجا على منح المحكمة الكلمة للوكيل العام للترافع، رغم طرحهم قضية عارضة تتعلق ب"التعذيب" الذي طال أحد المعتقلين بسجن "عكاشة". ولم يقتصر الأمر على المحامين فحسب، بل شهدت القاعة اليوم الثلاثاء انسحاب كل المعتقلين، باستثناء الصحافي حميد المهداوي، بعد هذه الواقعة؛ وذلك تعبيرا منهم عن تمسكهم بهيئة الدفاع. وقال ناصر الزفزافي، قائد حراك الريف، من داخل القفص الزجاجي: "نتمسك بدفاعنا، وطالما لا نرى هيئة الدفاع فلا يمكننا مواصلة المحاكمة، وسننسحب إذا لم تتم الاستجابة لنا"، لتقرر الأسر الحاضرة بدورها مغادرة القاعة. وبعد إشعار علي الطرشي المعتقلين عن طريق عون بالمحكمة بالعودة إلى القاعة من أجل استكمال المحاكمة، عبر المعتقلون عن رفضهم ذلك، ليقرر رئيس الجلسة مواصلة الاستماع إلى الوكيل العام، مع تأكيده على تعيين محامين بدل هيئة الدفاع المنسحبة في إطار المساعدة القضائية. من جهته، عبر ممثل النيابة العامة عن استيائه وأسفه لهذا الانسحاب، "في وقت كان صدر المحكمة والنيابة العامة متسعا للاستماع إلى ما تقدم به الدفاع". وشدد حكيم الوردي، ممثل الحق العام، على أن المسألة التي أثيرت لا يعتبرها عارضة، وزاد: "قدمنا أجوبة على ذلك، وفاجأنا هذا الانسحاب"، مضيفا: "كانت هناك مساحة متاحة للدفاع، وكانت هناك طلبات عديدة، ولم يتم التضييق عليه. وما أسس عليه الانسحاب مخالف للقانون". وانتقد ممثل النيابة العامة انسحاب هيئة الدفاع، مشيرا إلى خرقها مجموعة من القوانين، سواء المنظمة لمهنة المحاماة أو القانون الجنائي، وشدد على أنه "لا يحق للمحامي سحب نيابته إلا بإشعار موكله بوقت كاف، كما ينص على ذلك قانون المهنة". كما استدل الوردي على كلامه بالمادة 316 من قانون المسطرة الجنائية، التي تنص على تعيين محام آخر في حالة امتناع المحامي عن القيام بمهمته أو وضع حد لها. وبلغة حادة تحدث نائب الوكيل العام: "حنا ما عارضين على حد، وإذا أصبحت المحكمة أسيرة للانسحابات فلا يمكن مواصلة المحاكمة". وشهدت الجلسة أيضا احتجاج الصحافي حميد المهداوي، مدير موقع "بديل" المتابع في الملف نفسه، والذي لم يساير معتقلي الحراك في انسحابهم من القاعة، وخاطب رئيس الجلسة قائلا: "أنا جاهز ولم أنسحب، فهل ملفي جاهز؟". وزاد المهداوي: "يجب أن تستمعوا إليّ، فملفي جاهز، هناك تزوير، وهذه إساءة للجسم الصحافي..وأنا راجل ماشي شماتة"، ليقرر القاضي طرده، وهو ما سيرد عليه الصحافي: "تاتعرفوا غير تعتقلوا وطردوا". وشهدت الجلسة صباح اليوم احتجاج ناصر الزفزافي، قائد حراك الريف، بعد تشنج العلاقة بين الدفاع والنيابة العامة، وطالب بتعجيل تنفيذ الإعدام في حقه.