قال زهير الشن، سفير فلسطين بالمغرب، إن القضية الفلسطينية تعد "قضية وطنية مغربية"، واصفا الصراع الذي يحدث بالأراضي المحتلة ب"الصراع الإسلامي الإسرائيلي، وليس بصراع إسرائيلي فلسطيني فقط"، ومفيدا بأن "الاحتلال جاء لحماية المصالح الإمبريالية في كل المنطقة العربية". الشن، والذي كان يتحدث في الندوة المنظمة من قبل كلية العلوم القانونية والاقتصادية بأكدال، حول التطورات التي تعرفها القضية الفلسطينية في ما يخص مستقبل القدس، أشاد بالدور الذي لعبته المملكة في محاربة قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، قائلا: "المغرب ملكا وحكومة وشعبا كان رائدا في رفض القرار، فالملك بعث رسالة قبل إعلان القرار للتحذير من خطورته ورسالة لتتحمل الأممالمتحدة مسؤوليتها؛ ناهيك عن الجهد المبذول من قبل وزارة الخارجية المغربية، وأيضا تنظيم مسيرة مليونية خرجت من الرباط. كما كان البرلمان المغربي سباقا أمام البرلمانات العربية لتخصيص جلسة لرفض قرار ترامب". وواصل الشن قائلا: "نحيي ذكرى مائة عام على وعد بلفور المشؤوم ليأتي وعد أمريكا على لسان رئيسها، وتعلن أن القدس عاصمة لإسرائيل في التاريخ نفسه الذي دخل فيه الجنرال ادموند ألن بي إلى القدس وأعلن انتهاء الحروب الصليبية"، معتبرا أن "التوقيت ليس صدفة، بل وقع اختياره وخطط له من طرف الجامعات المتطرفة بأمريكا ليكون معنى ذلك التحرك أنهم يستهدفون فلسطين، وأن المشروع الذي انطلق منذ مائة عام لم ينته بعد". وأشار الشن إلى أن "الرسالة التي وصلت إلى إسرائيل التي تضع نفسها فوق كل القوانين الدولية مفادها أنها مدعومة من القوة الأكبر في العالم، لهذا تستمر في جرائها ضد الإنسانية"، متابعا: "إسرائيل دولة تمييز عنصري بامتياز، وهذا ما تمارسه يوميا ضد الشعب الفلسطيني". من جانبه قال الحبيب الدقاق، عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية بأكدال، إن الجامعة حاضرة لمواكبة التطورات التي تعرفها القضية الفلسطينية على مدار السنوات، مشيرا إلى أنه "إذا كان هناك من شعب حرم من تطبيق القانون الدولي لحقوق الإنسان فهو الشعب الفلسطيني"، مردفا: "غاب الفلسطينيون أم لا فنحن لن ننساهم". وتحدث العميد ذاته، في كلمة له، عن الدور الذي تلعبه الجامعة في تكوين وتخريج طلبة منحدرين من فلسطين، مفيدا بأن "جهاز القضاء الفلسطيني جله من خريجي جامعة محمد الخامس". وشدد الدقاق على أهمية "الدبلوماسية الجامعية"، مذكرا بعدد من الاتفاقيات التي تجمع كلية أكدال بنظيراتها في فلسطين، والتي يتم بناء عليها استقبال الطلبة والأساتذة من هناك. وفي الصدد نفسه تحدث عبد الكريم مدون، الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم العالي، عن رد الفعل المغربي عقب إعلان القدس عاصمة لإسرائيل قائلا: "إن ما حصل قبل أيام يؤكد أن القضية لم تعد قضية الفلسطينيين وحدهم، بل قضية العالم بأسره، والدليل هو التصويت داخل الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن والمسيرات الاحتجاجية المظاهرات ضد قرار الرئيس الأمريكي".