أبدى مسؤولو شبيبات حزبية مغربية، في ندوة خصصت لموضوع السياسات العمومية الموجهة إلى الشباب، في القمة المغاربية للقادة الشباب، عدم رضاهم عمّا تحقق للشباب المغربي، الذي أولاه دستور 2011 أهمية خاصة، وطالبوا الحكومة بالانكباب على الاستجابة لمطالب الشباب، وإشراكهم في أي استراتيجية أو مخطط يستهدفهم. نجوى كوكوس، رئيسة منظمة شبيبة الأصالة والمعاصرة، قالت في عرضها إن أول هدف ينبغي أن تعمل الحكومة على تحقيقه في سياساتها الموجهة إلى الشباب، هو توفير تعليم جيد من أجل إنشاء مواطن متعلم، وقادر على الاندماج في سوق الشغل، مشيرة إلى أن 51 في المائة من الشباب المغربي ما بين 15 و25 سنة لا يدرسون ولا يعملون. وبالرغم من أن الحكومات المغربية وضعت عددا من المخططات الخاصة بالشباب، وأصدرت مجموعة من التوصيات في هذا الصدد، فإن كوكوس ترى أن مخططات الحكومات، التي صرفت عليها أموال طائلة، لم تفض إلى نتائج مستجيبة لطموحات الشباب، داعية إلى إشراك الشباب في أي سياسة عمومية موجهة إليهم. من جهته، قال جمال بنشقرون، الكاتب العام للشبيبة الاشتراكية، إن فئة الشباب، التي تشكل ثلثي الساكنة المغربية، تعدّ كتلة أساسية يجب استثمارها، باعتبارها ثروة كبيرة، مضيفا أنّ ثمّة ضرورة لوضع سياسة سديدة من أجل الاستثمار في الشباب المغربي. وتساءل بنشقرون عمّا إن كان الشباب المغربي اليوم مؤهلا للمشاركة في الحياة السياسية، بالفعالية نفسها التي كانت للجيل السابق، مشيرا في هذا الإطار إلى أن مؤسس حزب التقدم والاشتراكية (الحزب الشيوعي سابقا)، لم يكن عمره يتجاوز 23 سنة حين أسس الحزب. وأكد المسؤول الحزبي ذاته على أن السبب الرئيس لتراجع الحضور السياسي للشباب المغربي هو ضعف التعليم، "بعد أن ضُربت المدرسة والتعليم العمومي في العمق"، مضيفا أن "الشباب لا يريد سوى الشغل والكرامة والعيش في وطن ديمقراطي، وعدم انخراطه في العمل السياسي هو أنه تم إقصاؤه من المشاركة داخل المؤسسات". في السياق ذاته، قال يوسف شيري، رئيس الفدرالية الوطنية لشبيبة التجمع الوطني للأحرار، إن مطالب الشباب المغربي بسيطة جدا، تتلخص بالأساس في التعليم الجيد والرعاية الصحية والشغل، لكنه اعتبر أن الشباب لا يجد نفسه في أي مجال من هذه المجالات بسبب عدم جودتها. مسؤول الشبيبة التجمعية تحدث عن غياب الثقة لدى الشباب المغربي في السياسة، واستدل على ذلك بأرقام المندوبية السامية للتخطيط، التي تؤكد أن عدد الشباب المنخرطين في الحياة السياسية لا يتعدى 1 في المائة، مشيرا إلى أن المدخل لإعادة الثقة المفقودة هي تمكين الشباب من الانخراط السياسي والتعبير عن أفكارهم من داخل المؤسسات. وعلاقة بذلك، قال عمر عباسي، الكاتب العام للشبيبة الاستقلالية، إن النهوض بوضعية الشباب يجب أن يكون من أولى أولويات الحكومة، مُبرزا أن التشغيل يأتي على رأس أولويات الشباب، ويجب أن يكون هدفا مركزيا في السياسات العمومية. من جهته، دعا ممثل شبيبة حزب العدالة والتنمية إلى تجميع السياسات العمومية الموجهة إلى الشباب، "لأن المقاربات التجزيئية غير منتجة". وأضاف أن الشباب المغربي لا يحتاج إلى برامج حكومية جديدة، لأنها موجودة أصلا، بل يحتاج إلى تفعيل هذه البرامج. واستطرد قائلا إن البرامج الحكومية المستهدفة للشباب يجب أن لا تقوم على مقاربة إحسانية، "بل يجب أن نعرف أننا طاقة وإمكان، ولا نريد أن يمن علينا أي أحد، ويتعامل معنا بمقاربة إحسانية، بل يجب أن تقوم كل المقاربات المستهدفة للشباب على مبدأ الواجب".