سجّلت أسعار الدواجن بالمغرب ارتفاعا صاروخيا خلال الأسابيع الماضية، حيث وصلت 30 درهما للكيلوغرام الواحد؛ الأمر الذي خلق استياء واسعا في صفوف المواطنين، خاصة الضعفاء منهم الذي لا تقوى قدرتهم الشرائية على شراء اللحوم الحمراء. ووسط غلاء الأسماك أيضا في هذه الفترة، يتساءل المواطنون عن السبب الذي يقف وراء هذا الارتفاع "الصاروخي"؛ فيما أرجعه بوعزة الخراطي رئيس الجمعية المغربية لحماية المستهلك، إلى غلاء الأعلاف والتدفئة المضاعفة التي تستعمل لتسخين الدواجن لحمايتها من البرد القارس. وعزا رئيس الجمعية المغربية لحماية المستهلك هذا الارتفاع، في حديث لهسبريس، إلى عدد وفيات الكتاكيت بالإضافة إلى منع استيرادها من فرنسا كما جرت العادة بسبب أنفلونزا الطيور، مؤكدا أن قلة الإنتاج تقف وراء السبب الرئيسي في ارتفاع سعر الدجاج من 18 إلى 30 درهما للكيلوغرام الواحد. وأوضح المتحدث أن منع المغرب استيراد "الدجاج البياضة" بسبب عدوى الأنفلونزا من فرنسا منذ مدة أسهم إسهاما كبيرا في تفاقم الأزمة، مع العلم أن الأغلبية الساحقة من الأسر المغربية تستهلك الدجاج استهلاكا كبيرا؛ وهو الأمر الذي يزيد الإقبال عليه. ولا يوجد بالمغرب سوق خاص بالدواجن؛ فالقطاع يعرف فوضى كبيرة، وبالتالي يتم تحديد سعر الدواجن والطيور بمقاهٍ بمدينة تمارة بشكل عشوائي؛ وهو ما يؤكده رئيس الجمعية المغربية لحماية المستهلك في اتصاله بهسبريس، مطالبا الدولة بالتدخل وإنقاذ هذا القطاع من فوضى الدخلاء. وفي ظل هذه الفوضى الذي يعرفها هذا القطاع ومع الارتفاع الكبير الذي عرفه سوق الخضر والفواكه وتلاه ارتفاع سعر الدواجن والسمك، يظل المواطن البسيط الضحية الأولى لغلاء المعيشة في بلد فلاحي بامتياز، يمتلك محيطا بحريا يفوق 3500 كيلومتر، إلا أن معدل استهلاك الفرد الواحد لا يتخطى 16 كيلوغراما في السنة.