أشاد شباب وشابات مغاربة يدرسون في مختلف الجامعات العالمية بتنظيم الوزارة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة الجامعة الشتوية بمدينة إفران لفائدة مائة مشارك لمناقشة مواضيع تهم العيش المشترك ودور الشباب في الارتقاء بصورة المغرب وتبادل الخبرات والمعلومات فيما بينهم. وعبّر مشاركون في الجامعة الشتوية المنظمة على مدى ثلاثة أيام، في تصريحات لهسبريس، عن استعدادهم للعودة إلى بلدهم الأم عند نهاية تكوينهم قصد المساهمة في النهوض بقطار التنمية؛ وذلك تفاعاً مع دعوة الوزير عبد الكريم بنعتيق، قصد الانخراط في المشروع التنموي الذي يقوده الملك محمد السادس. الشباب الملتئمون في الجامعة الشتوية، التي تنظمها الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة بشراكة مع كتابة الدولة المكلفة بالتعليم العالي وجامعة الأخوين، أكدوا، في تصريحات مختلفة لهسبريس، أن الترويج إلى كون الإرهاب والتطرف صار في أوروبا مقروناً بالمغاربة فقط، وليس بجنسيات أخرى، "أمر غير صحيح تماماً"، بل هناك كفاءات مغربية كثيرة تشرف بلادها ويتم التغاضي عنها، خصوصا مع صعود التيارات المتطرفة إلى الحكم. أسامة كرم الزياني، طالب مغربي يدرس ببلجيكا ويقطن بحي مولنبيك ببروكسيل الذي ولد وترعرع فيه كثير من المتهمين المغاربة بالتخطيط والتنفيذ لهجمات إرهابية في أوروبا، على رأسها هجمات باريس، قال، في تصريحات لهسبريس، إن "كثيرا من الكلام الذي راج عن مغاربة هذا الحي أمر مبالغ فيه". الشاب المنحدر من مدينة طنجة والمشارك في الجامعة الشتوية دعا مغاربة العالم أينما كانوا إلى المساهمة في تغيير الصور المغلوطة وتكسير الحواجز التي تقف في وجه تلاقح الأديان، وأضاف: "علينا أن نعيش جميعاً، مسلمين ومسيحيين ويهود بشكل متعايش ينبذ العنف والكراهية". وعن الحي الشهير الذي روّع أجهزة الأمن في العالم، أوضح أسامة أنه منذ عامين تقريباً ينشط بمولنبيك إلى جانب عدد من الشباب من جنسيات مختلفة، لتغيير هذه الصورة الخاطئة عبر تنظيم احتفالات في رأس السنة داخل المساجد ودعوة المسيحيين للمشاركة في "عشاء العام الجديد"، في مقابل ذلك ينظمون خلال شهر رمضان المبارك إفطارا جماعياً داخل الكنائس، كرمز للتعايش والتسامح بين المسيحيين والمسلمين. وعن موضوع "العيش المشترك"، قالت خديجة الفرجاني، طالبة مغربية في الجامعة الحرة ببروكسيل، إن الوزارة أتاحت لهم الفرصة لتعميق النقاش حول هذه المواضيع الشائكة في المهجر، والتي تحول دون اندماج العديد من المغاربة في بلدان الاستقبال. وزادت قائلة: "علينا أن نتسلح بالقيم المغربية الرائدة في التعايش وقبول الآخر والاختلاف، وهذه مناسبة داخل هذا الفضاء لتبادل المعلومات والأفكار"، وأكدت أنهم ككفاءات مغربية يتشبثون بجذورهم المغربية وسيعملون كل من موقعه على خدمة البلاد وتمثيلها أحسن تمثيل. وبدورها شددت شيما كسلاتي، وهي طالبة مغربية مقيمة بتونس، على ضرورة تملك الجيل الجديد لثقافة العيش المشترك في بلد المهجر، ومضت قائلة: "نحن الآن سفراء المغرب في الدول وعلينا أن نكون في مستوى التطلعات، لأن أي ممارسة خاطئة نقوم بها فهي تُسيء إلى سمعة المملكة بشكل أو بآخر". ويشارك في هذه الدورة 100 شاب من مختلف دول العالم، تتراوح أعمارهم ما بين 18 و25 سنة، 66% منهم إناث، مع حضور طلبة مغاربة وأجانب يتابعون دراستهم بالمغرب بهدف تيسير التبادل الثقافي.