قال عبد الكريم بنعتيق إن الجريمة البشعة التي تعرضت لها الشابتان الدانماركية والنرويجية، جريمة نكراء ومدانة من كل الشعب المغربي المضياف، وأسبابها لاعلاقة لها بالدين الإسلامي الحنيف الوسطي المعتدل، الذي يعتنقه المغاربة والمتشبعون به على مدى قرون، والمتميز بالتسامح والتعايش مع الآخر. واعتبر عبد الكريم بنعتيق الوزير المنتدب المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة يوم الجمعة الماضي، أن ما وقع استثناء ميؤوس منه، ولا يمكن للإرهاب وإلغاء الآخر وثقافة الحقد والكراهية، بأي حال من الاحوال، أن يكون لهما موطئ قدم في هذا الوطن الحر الأبي المتميز بالتعدد والتنوع الثقافي والتعايش والتسامح والسلم والاستقرار والأمن والأمان. وأوضح بنعتيق أمام 100 شاب مغاربة ينتمون لعدد من البلدان العربية والإفريقية والأوروبية والأمريكية يشاركون في الجامعة الشتوية بإفران، أن شباب المغرب ببلدان المهجر يشكلون رأسمالا بشريا مشتركا ودائما لأنهم يمثلون الوطن الذي يحبونه أحسن تمثيل في بلدان الإقامة. وأضاف المسؤول الحكومي في كلمة افتتاحية للدورة الثانية للجامعة الشتوية المنعقدة بإفران تحت شعار "العيش المشترك" لفائدة الشباب المغاربة المقيمين بالخارج على مدى أيام 21 و 22 و 23 دجنبر الجاري، أن التحضير لهذه الجامعة ينبني دائما على ثلاثة مرتكزات أساسية واستراتيجية ، أولها التحصين الثقافي لشباب المهجر، عبر الحفاظ على الثقافة المغربية المتشبعة بمبادئ التسامح والتعايش واحترام الآخر وتلاقح الحضارات، لأن المغرب كان ولايزال يشكل أرضية خصبة للعيش المشترك وبلدا متعدد الثقافات، تتعايش فيه الثقافات والديانات في ود وسلام وحوار هادئ ودائم. والمرتكز الثاني، حدده بنعتيق في التحصين الديني لشباب المهجر، خاصة أن العالم أصبح اليوم يخضع لتيارات متطرفة جارفة بإمكانها أن تعصف بأجيال المستقبل في غياهب التطرف والانحراف. وهذا التحصين الديني الذي يمر عبر ترسيخ الإسلام الوسطي المعتدل ، تتميز به الأمة المغربية، ثم هناك الارتباط القوي بإمارة المؤمنين كرمز لوحدة الوطن والدين الحنيف. وبالنسبة للمرتكز الثالث، يتجلى في التحصين الوطني، للشباب المغربي ببلدان المهجر، من أجل الدفاع عن الوحدة الترابية للبلاد، انطلاقا من أن الوطن ، أغلى من كل الأشياء العابرة. لذلك- يقول بنعتيق- نطلعهم على آخر المستجدات والتطورات للقضية الوطنية، حتى يتمكنوا من مواجهة وإفشال كل المؤامرات والمكائد التي تحاك ضدها. وفي ذات السياق، أشار بنعتيق إلى أن الوزارة تستدعي خيرة الأكاديميين والمتخصصين في هذه القضايا، لتأطير ورشات وحلقات نقاش وندوات مع الشباب المشارك في الجامعة، حتى يتسنى لهم الخروج بنتائج إيجابية، وإفادات مثمرة خلال مشاركتهم في هذه الدورة، موضحا أن طلبات المشاركة في الجامعات التي تنظمها الوزارة، وصلت هذه السنة الى أكثر من سبعة آلاف طلب وثمت جهد، بتعاون مع رؤساء الجامعات المغربية ورؤساء الجهات، للاستمرار في تنظيم الجامعات الصيفية والشتوية والخريفية ،التي وصلنا الآن فيها إلى خمس جامعات، ونطمح إلى أن ننظم جامعات في كل المدن الجامعية لفائدة شباب مغاربة العالم، حتى نتمكن من الاستجابة لكل الطلبات، بهدف تقوية الارتباط الوجداني والانتماء للوطن الأم. يذكر أن الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، تنظم بشراكة مع جامعة الأخوين، الدورة الثانية للجامعة الشتوية، لفائدة مئة من شباب مغاربة العالم، المتراوحة أعمارهم ما بين 18 و25 سنة، والمنحدرين من عدد من بلدان الاستقبال، أيام 21 و22 و23 دجنبر 2018 بمركز الندوات الأخوين بإفران. وتهدف هذه الجامعة، التي تتمحور حول مفهوم العيش المشترك كمنظومة تنبني على تقوية التفاعل الثقافي وترسيخ قيم التسامح واحترام الآخر، إلى تعزيز روابط الأجيال الناشئة من أبناء مغاربة العالم بلدهم الأصلي، المغرب.