ندد الوزير المنتدب المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة عبد الكريم بنعتيق، اليوم الجمعة، خلال انعقاد الجامعة الشتوية لشباب مغاربة العالم، بالحادث الإرهابي الذي أودى بحياة سائحتين نواحي مراكش. وقال بنعتيق في ملتقى شباب مغاربة العالم المنعقد بإفران، إن هذه الجريمة لا تمت للمغرب بأي صفة، مغرب التعايش الثقافي والديني والحضاري والقيم النبيلة المتراكمة منذ قرون.
ودعا بنعتيق شباب مغاربة العالم المشاركين في الجامعة الشتوية، الى التسلح بالقيم المغربية الأصيلة الحاملة لأفكار التسامح وقبول الآخر ومناقشته التعايش معه في اطار الاحترام القائم على التنوع وتحصين المكتسبات في إطار إمارة المؤمنين .
ووأوضح الوزير بنعتيق في كلمته الافتتاحية للجامعة الشتوية لشباب مغاربة العالم، أن المغرب هو بلد ونموذج للبلد المضياف الذي يحترم معتقدات الآخر، وأن هذا التعايش هو جزء أساسي للشخصية المغربية الطيبة منذ قرون من العيش المشترك في مغرب متعدد الثقافات.
وتتمحور هذه الدورة التي تستمر ثلاثة أيام، على غرار سابقتها ، حول "العيش المشترك" كشعار ثابت لهذا الموعد السنوي المنظم بشراكة مع جامعة الأخوين، وكمنظومة قيم مبنية على تقوية التفاعل وترسيخ مبادئ المواطنة والدفاع عن القيم الحضارية القائمة على السلم والتسامح وقبول الآخر، في إطار متعدد الهويات والثقافات.
وأشار بنعتيق إلى أن ما يميز الشباب المشارك في الجامعة الشتوية أنهم مزدادون بأرض المهجر ولهم تكوين جامعي، مما يجعلهم واعين بالمرحلة التي يجتازها العالم ومؤهلين لمناقشة العيش المشترك مع أساتذة من ذوي الاختصاص.
وتوقف عند استراتيجية الوزارة الوصية المتمثلة في ثلاث مرتكزات وهي التحصين الثقافي من خلال "دور المغرب" في بلدان الاستقبال للتفاعل مع المحيط المحلي، حيث انطلق العمل بواحدة منها في مونريال (كندا) في انتظار قرب افتتاح دار أخرى بأمستردام (هولندا)، سيليها ، في متم سنة 2019 ، افتتاح مؤسسة مثيلة بباريس (فرنسا).
وتابع الوزير أن التحصين الهوياتي والوطني هو كذلك من هذه المرتكزات، حيث تعمل الوزارة على الاستمرار في تنظيم الجامعات الشبابية التي راكمت 10 سنوات من التجربة استفاد منها 2850 شاب وشابة، ثم التحصين الديني الذي يقضي بفتح نقاش ، خلال الدورة الثانية ، مع أهل الاختصاص بهدف التثبيت لدى هذه الفئة من مغاربة العالم المرجعية الدينية الوسطية المغربية والارتباط القوي بإمارة المؤمنين.
وخلص بنعتيق إلى أن شباب المهجر الحاضر في الجامعات الشبابية (شتوية وصيفية وخريفية) التي تنظمها الوزارة "هو رأسمال المستقبل"، ويدفع إلى الاستمرار في هذه المبادرات التي لم تكن تستقطب في السابق سوى 120 شابا في السنة، وأصبح العدد لا يقل حاليا عن 560 شاب سنويا بفضل شراكات مع جامعات مغربية ومجالس جهات "سنصل ، من خلالها ، إلى 1200 مشارك ومشاركة في السنة المقبلة".