تشهد مختلف السلع بسوق الجملة للخضر والفواكه بالدار البيضاء، هذه الأيام، ارتفاعا كبيرا، أسهم في التأثير على أسعارها بالأسواق المحلية بالمدينة وغيرها. وبلغت أسعار عدد من أنواع الخضر ذروتها، وهو أمر استشعره الفلاحون والمهنيون الذين يلجون أكبر سوق للخضر والفواكه بالمملكة، قبل المواطنين الذين تصلهم أثمنة مرتفعة بكثير بالأسواق المحلية. وبلغ ثمن الطماطم، هذه الأيام، ما يزيد عن تسعة دراهم؛ فيما أضحى ثمن البصل يتراوح ما بين خمسة وسبعة دراهم، أما البطاطس فبات ثمنها في 5 دراهم. ولا يقتصر ارتفاع أسعار الخضر سالفة الذكر عند ذلك الحد؛ بل إن ثمن البازلاء المعروفة لدى المغاربة ب"جلبانة" فاق كل التوقعات، حيث بلغت هذه الأيام 16 درهما للكيلوغرام. وأثارت هذه الأثمنة الصاروخية، بالرغم من التساقطات المطرية التي استبشر بها الفلاحون، تذمر عدد من المواطنين الذين يقصدون الأسواق الشعبية، فما بالك بمن يقصد الأسواق التجارية الكبرى لاقتناء الخضر منها. وبخصوص هذه الأثمنة الباهظة التي يجد المواطن البسيط صعوبة في اقتنائها، خاصة أن الغالبية من ذوي الدخل المحدود؛ اعتبر أحد المهنيين أن ذلك يرجع بالأساس إلى الظروف المناخية القاسية التي تشهدها ربوع أرجاء المملكة هذه الأيام. وأوضح سعيد فريكن، الكاتب العام للجمعية المغربية للمستخدمين والمهنيين بسوق الجملة بالدار البيضاء، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "موجة البرد التي تشهدها معظم ربوع المملكة أسهمت في هذا الارتفاع". وبخصوص تذرع بعض التجار في وقت سابق بغياب الأمطار ما دفع إلى الزيادة في الأسعار، أكد أن الأمر لا علاقة له بذلك، على اعتبار أن البرد القارس أو الصقيع الذي تعرفه بعض المناطق هو الذي يتسبب في عدم جعل هذه الخضروات تنضج، مشيرا إلى أن "الشتاء على الأقل يكون الجو دافئا نوعا ما، بالرغم من أن الخضروات لا تنضج كما في الفترات الأخرى". وشدد المتحدث نفسه على أن "الخضروات موجودة ومتوفرة بكميات مهمة في الضيعات؛ غير أنه يلزمها فقط درجة الحرارة، وحينها ستعود الأثمنة إلى ما كانت عليه". وأضاف الفاعل المهني بسوق الجملة للخضر والفواكه بالدار البيضاء أن ارتفاع أثمنة الخضر والفواكه سيستمر لمدة شهرين أو ثلاثة أشهر، حيث ستعود إلى وضعها العادي، بعدما تكون الخضروات قد نضجت.