أجرى حكيم بنشماش، رئيس مجلس المستشارين، مباحثات مع YU Zhengsheng، رئيس اللجنة الوطنية للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، في إطار زيارة العمل التي يقوم بها إلى بكين على رأس وفد هام. وذكر رئيس اللجنة الوطنية للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، خلال مباحثات الثلاثاء، بأهمية الزيارة التي قام بها إلى المغرب سنة 2014، وشرف الاستقبال الذي حظي به من قبل عاهل المملكة بالقصر الملكي بفاس، والانطباع البالغ الذي تركته هذه الزيارة في ذهنه. وقال في هذا الشأن إن "المغرب بفعل القيادة الرشيدة والدور الريادي لجلالة الملك شهد تطورا هاما على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والديمقراطي"، مضيفا أن "الصين الشعبية والمغرب تجمعهما علاقات صداقة عريقة، والسنة المقبلة ستعرف هذه العلاقات الديبلوماسية 60 سنة على إقامتها، حيث كان المغرب البلد الثاني الذي أقام علاقات مع الصين داخل القارة الإفريقية". وأكد المسؤول الصيني أن "العالم شهد تقلبات عديدة، إلا أن الصين والمغرب حافظا على استقرارهما، وعلى علاقتهما المتميزة"، قبل أن يدعو إلى "الدفع بالعلاقات الاقتصادية، ورفعها إلى مستوى شراكة استراتيجية شاملة"، مبرزا أهمية الزيارة التاريخية للملك محمد السادس إلى الصين الشعبية التي وصفها بالناجحة، وانعكاساتها الإيجابية على مسار توطيد العلاقات الثنائية للبلدين. وأشاد المسؤول ذاته بعلاقات التعاون القائمة في مختلف المجالات بين اللجنة الوطنية للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني ومجلس المستشارين المغربي، مشددا على أهمية البعدين البرلماني والثقافي في تعزيز وتوطيد العلاقات الصينية -المغربية. من جانبه، قال حكيم بنشماش إن "المغرب والصين الشعبية استطاعا هزم العامل الجغرافي، وإرساء شراكة استراتيجية بينها"، مؤكدا أن "الإرادة السياسية لقائدي البلدين، والآفاق الواعدة التي فتحتها زيارة جلالة الملك إلى الصين الشعبية سنة 2016، والمؤهلات التي يتيحها التموقع الجيو استراتيجي للبلدين، وكذا القواسم والقيم الإنسانية المشتركة، كلها عوامل تساعد على توطيد هذه العلاقات والارتقاء بها إلى شراكة استراتيجية نموذجية". وتناول بنشماش "أهمية الاستقرار الذي يتمتع به المغرب في محيط مضطرب، والجهود المبذولة في مجال محاربة التطرف والإرهاب"، مستعرضا "الأوراش المهيكلة التي أطلقها المغرب، والفرص المغرية والإمكانيات المتاحة أمام المقاولات الصينية العملاقة للاستثمار ببلادنا في كافة القطاعات، في ظل مناخ اقتصادي ايجابي بامتياز، وأيضا للاستثمار في إفريقيا، اعتبارا للحضور الاقتصادي القوي لبلادنا بالقارة الإفريقية، والثقة السياسية المتينة التي يحظى بها من لدن بلدان القارة السمراء". وبخصوص العلاقات البرلمانية، أكد رئيس الوفد المغربي أن "الظروف نضجت للانتقال بعلاقتنا إلى مستوى أكبر من خلال التوقيع على مذكرة تفاهم بين الجانبين، تعزز الحوار السياسي الجاري المثمر والبناء، وكذا الطموح المشترك والتطابق الحاصل في وجهات النظر بين الجانبين في المحافل البرلمانية الإقليمية والدولية حول مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك". ولم يفت رئيس مجلس المستشارين، في معرض حديثه عن العلاقات الثنائية للبلدين، أن ينوه ب"الدور الهام الذي تلعبه سفارتا الصين والمغرب في تدعيم علاقات الصداقة والشراكة بين الرباطوبكين"، خاتما مداخلته بالإشادة "بالموقف الإيجابي للصين الشعبية بخصوص قضية الوحدة الترابية للمملكة المغربية". وتأتي هذه الزيارة تلبية لدعوة وجهها رئيس اللجنة الوطنية للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني إلى حكيم بنشماش، تجسيدا لعلاقات الصداقة والتعاون المتميزة التي تجمع بين البلدين. وضم الوفد المغربي محمد البكوري، رئيس فريق التجمع الوطني للأحرار بالمجلس، وعبد الإله حفظي، رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب بالمجلس، ومحمد علمي، رئيس الفريق الاشتراكي بالمجلس، وأحمد حميميد، عضو الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية رئيس مجموعة الصداقة المغربية-الصينية بالمجلس، وامحند العنصر، رئيس جهة فاس بولمان، وإبراهيم مجاهد، رئيس جهة بني ملالخنيفرة.