عادت أفواج قطعان الإبل والمواشي المملوكة لرعاة رحل لتبسط "سيطرتها" على عدد من مناطق سوس، متسبّبة في الإضرار بالمحاصيل الزراعية وأشجار الأركان واللوز ونباتات الصبار المزروعة في إطار مخطط المغرب الأخضر. وباتت ساكنة عدة قرى بسوس تشتكي من نهج السلطات الأمنية والمحلية لدور المتفرّج أمام استمرار هجوم الرحل على مصادر عيشهم الأساسية، ومواصلة استفزازاتهم ضد أهالي هذه المناطق. فباشتوكة آيت باها، قال محمد أوعبلطاين، في اتصال مع هسبريس، "إن السلطات المحلية بقيادة واد الصفا لم تُحرّك ساكنا بعد إشعارها بما تعّرضت له المستغلات الزراعية للساكنة من هجوم بشع، بل تفاجأنا بجحافل القطعان من الإبل ورؤوس الأغنام بين مساكننا بدوار تن الحافي، وتمت مواجهة محاولات لثني الرحل عن هذه الاعتداءات بإشهار أسلحة بيضاء في وجوهنا والرشق بالحجارة". أما عبد السلام موماد، عن فيدرالية "تمونت" بإداوكاران، فأورد ضمن تصريح لهسبريس أن "أهالي دواوير تدوارت، تن الحافي، تولشكرن ودوار الشمس، بجماعة واد الصفا، باتوا مُهدّدين في سلامتهم الجسدية، ويعيشون حالة من اللاأمن، بعد استباحة الرحل لمغروساتهم، وعدم اكتفائهم بذلك، بل أضحوا يستعملون كل الوسائل من أجل التحرّش بالسكان، الذين لم تلق استغاثتهم أي استجابة من طرف السلطات التي بقيت عاجزة عن تفعيل دورها في حماية الساكنة". وبالجماعة الترابية سيدي عبد البوشواري، تواصل مواشي الرحل زحفها على عدد من مشاريع مخطط المغرب الأخضر؛ إذ أورد أحمد بن أحمد، رئيس جمعية تمجلوجت للتنمية والتعاون، أن "أزيد من 300 هكتار من الصبار شهدت طيلة الأيام الأخيرة وإلى اليوم هجوما بشعا لمواشي الرحل، خاصة الإبل، التي حوّلت مجهودات أكثر من عشر سنوات من العناية بهذه المزروعات إلى أرض قاحلة، مُبدّدة بذلك كل الآمال المعقودة على هذا المشروع وفوائده على الساكنة". أما في إقليمتارودانت، فقد راسلت كل من جمعية "مافمان" للماء الصالح للشرب وجمعية "ألوس تزكزاوين" للتنمية والتعاون السلطات المحلية بقيادة آيت عبد الله، ضواحي تارودانت، بعدما عات الرحل فسادا في أراضي الأهالي، و"تهديد عون الجمعية ومنعه من تشغيل مضخة المياه لتزويد الساكنة بالماء الشروب؛ حيث عمدوا إلى رشق كل من اقترب من البئر، ما هدّد الألواح الشمسية المشغِّلة للمضخة بالإتلاف، وبالتالي توقف تزويد الساكنة بالماء". وأحاطت الجمعيتان السلطات المحلية علما بأن "الرحل هاجموا أملاكنا وعاثوا فيها فسادا وخرابا، وتسبّبوا في الإضرار بمحاصيلنا الشحيحة أصلا، خاصة أشجار اللوز والأركان التي تُعدّ المصدر الأول للرزق، كما منعونا من الاقتراب من مصدر تزويد الساكنة بالماء، زد على ذلك انتشار مواشيهم واستمرار استفزازاتهم في محيط مدرسة الدوار، ما جعل الناشئة تتوجس من اعتداءات محتملة، وجعل الساكنة تشعر بفقدان الأمن والأمان، ونسجل باستغراب تساهل الجهات المعنية مع استباحة الهجوم الرعوي غير القانوني لزراعتنا".