يلاقي أمنيو مدينة مليلية صعوبات جمّة في الإحاطة بالفترة اللاحقة لاحتضان الثغر الرازح تحت التواجد الإسباني لمدينة الملاهي التي دأبت على زيارته بشكل سنوي.. فما إن تمّ تفكيك المدينة المتنقلة وحشرها ضمن الآليات العملاقة الخاصة بنقلها صوب الضفة الشمالية من البحر الأبيض المتوسّط حتّى شرع الأمنيون في حربهم على الرّاغبين في الهجرة السرّية. مدينة الملاهي، أو "فِيرِييّا" التي ألفت مليلية استقبالها بحلول مثل هذه الفترة من كلّ عام، كانت قد أضحت "حصان طروادة" الذي يصل كل عام للمنطقة كي يمكن قلائل محسوبين على جحافل المهووسين ب "الحلم الأوروبي" من وضع أقدامهم ب "ألميريَة".. مستغلين بذلك ضخامة الحافلات للفلاح في الاندساس وسط تجاويفها، وكذا كثرة العتاد لإيجاد تذكرة ذهاب يؤدّى ثمنها بالجوع والعطش. الأمن الإسباني عمد هذا العام إلى استعمال آليات متطورة بنيّة مساندة تدخل عناصره البشرية لجعل الرهان على "فِيرييّا" خاسرا.. إذا تم توفير أجهزة المسح بالأشعة تساند نظيرتها المتوفرة أصلا بميناء مليلية، كما فرض على الشاحنات الناقلة لمدينة الملاهي المفكّكة الخضوع لمراقبة من 72 ساعة وشرع في تفعيلها منذ يوم الاثنين.. ما أفضى لتوقيف العشرات. ووفقا لإحصائيات الشرطة الإسبانية فإن يوم الاثنين لوحده عرف كشف تواجد 95 مرشحا للهجرة السرية، أغلبهم منحدرون من محيط الثغر المليلي المحتلّ، فيما لا زال البحث جاريا عن أشخاص مفترض تواجدهم وسط ذات الآليات.. وقد أفيد من لدن ذات الأمنيين بأن "حصيلة اليوم الأول من التفتيش قد أتت صادمة باعتبارها تعني ارتفاع عدد الموقوفين بنسبة 140% مقارنة مع كامل عدد الموقوفين خلال العام 2010".