أكدت فرح أشباب، مدونة وناشطة في مواقع التواصل الاجتماعي، على ضرورة نشر الوعي لدى الناشئة المغربية وبث الاحترام المتبادل بين الجنسين من أجل وقف العنف ضد النساء، مشيرة إلى أن هناك "تجييشا ومبالغات وتعميما يحوم بهذه الظاهرة". وأوضحت أن "أول خطأ يرتكبه المجتمع هو الوقوع في التعميم، فليس هناك حرب بين الطرفين، بل مسار طويل يتحتم فيه التضامن والاحترام المتبادل". أشباب، التي شاركت في ندوة وطنية حول "ظاهرة العنف ضد المرأة عبر مواقع التواصل الاجتماعي"، نظمها مركز هسبريس للدراسات والإعلام، بشراكة مع وزارة التضامن والأسرة والمساواة والتنمية الاجتماعية، أكدت، في سياق سردها مجموعة من البدائل لمحاصرة ظاهرة العنف، على أهمية "تربية أجيال واعية بحقوقها ووجباتها من أجل بناء الوطن، وليست عنيفة وجاهلة". وترى الشابة المغربية أن ملامح "الوطن المنشود" البعيد عن أي مظاهر عنف تبقى "وطنا الأسس فيه هي القيم والأخلاق، حينذاك لن نخاف على أنفسنا وأجيالنا حتى إن جاءت الحروب والمجاعة"، ضاربة المثل على ذلك باليابان وكوريا الجنوبية، "اللتين مرت شعوبهما بالحروب، وتحولتا بعد ذلك إلى قوتين اقتصاديتين لأنهما آمنتا بالقيم". وتضيف أشباب أن المجتمع كله "مسؤول عن هذا الوطن، خاصة ما يحدث من عنف، وليس فقط الحكومة أو الدولة أو المواطن لوحده"، وأصرت على القول بأن هناك فعلا تأثيرا للعنف الممارس على النساء في مواقع التواصل الاجتماعي من الواقع، مشيرة إلى أن "العنف الذي يمارس في المواقع أكثرن ويجب الأخذ بعين الاعتبار هذا المعطى، وأنا مع اتخاذ مساطر قانونية لتحديد المسؤوليات ووضع حدود لأي تجاوز". وتتفق المدونة المغربية مع القول إن "فيسبوك" يبقى فضاء للتعبير الحر "بعدما كنا في وقت سابق مقموعين ولا نستطيع التعبير عن أي رأي، فمواقع التواصل الاجتماعية فضاءات ديمقراطية وحرة". وتوقفت أشباب عند قضية تجريم تعنيف النساء في هذه المنصات الافتراضية، إذ أوضحت أن أبرز ما يتحتم تجريمه يتمثل في "ممارسات العنصرية لأن المغاربة قبائل وأعراق وألوان مختلفة"، مشيرة إلى أن "الابتزاز بات ظاهرة منتشرة كثيرا، إلى جانب القذف والتشهير". وخلصت فرح أشباب إلى أن أبرز العوامل، التي تشجع البعض على ممارسة العنف ضد النساء في مواقع التواصل الاجتماعي تتمثل في "عامل التخفي والتستر، حيث يمكن لأي شخص، وقد يكون صديقك، أن ينشئ حسابا آخر مجهولا ويعمد إلى تعنيفك عبر السب والشتم والتهديد"، مشيرة إلى أن أصل هذا النوع من العنف هو "الجهل"، وفق تعبيرها.