دعا سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، إلى مراجعة برامج السكن الاجتماعي بالمغرب والبحث عن إبداع جديد في مجال الإسكان بتوفير تسهيلات لتشجيع الإقبال من لدن مختلف الفئات المجتمعية من أجل تقليص العجز المسجل بالمملكة. وأضاف العثماني، خلال افتتاحه لمؤتمر دولي بمناسبة مرور عشر سنوات على تأسيس مجموعة العمران اليوم الأربعاء بالرباط، أن السكن غير اللائق ودور الصفيح والمنازل المهددة بالانهيار ظواهر ما زالت مستمرة بالمغرب، بالرغم من كل المجهودات المبذولة. وأشار رئيس الحكومة إلى أن برامج السكن الاجتماعي يجب أن تتم مراجعتها وحمايتها من المضاربة، عبر ضبط أكثر ليستفيد منه المستحقون من فئات الشعب، وأضاف: "هذا يتطلب عملية تفكير وعملية إعادة نظر، لأن السكن قطاع استراتيجي في أي دولة". وقال العثماني إن الحكومة تسعى إلى مضاعفة الجهود من أجل تكثيف وتنويع العرض السكني والارتقاء به بما يسمح بتقليص العجز السكني بنسبة 50 في المائة، والتقدم في معالجة السكن غير اللائق في إطار برنامج مدن بدون صفيح وإطلاق المزيد من عمليات التأهيل الحضري ومعالجة السكن المهدد بالانهيار. وأوضح رئيس الحكومة أن هذا الأمر يحتاج إلى ابتكار منتوجات سكنية جديدة لفائدة الأسر المعوزة والطبقة المتوسطة وذلك استجابة لانتظاراتهم وتماشياً مع قدراتهم المادية، مشددا على أهمية اعتماد المقاربات والمناهج الكفيلة بضمان استدامة المنشآت وجودتها التقنية والمعمارية، والسهر على الارتقاء بالمشهد العمراني وتحقيق الاندماج المجالي بالوسطين الحضري والقروي. من جهته، قال بدر الكانوني، رئيس مجلس الإدارة الجماعية لمجموعة العمران، إن حصيلة ال10 سنوات الماضية تضمنت إنجازات مهمة وجد مرضية، مشيراً إلى أن عدد الوحدات السكنية الجديدة التي انطلقت بها الأشغال بلغت 490 278 وحدة، أما التي انتهت بها الأشغال فبلغت 465 092 وحدة سكنية. وأشار الكانوني، في كلمة ألقاها في المؤتمر الدولي، إلى أن "هذا الإنتاج مكن من تحسين ظروف سكن أكثر من 1.5 مليون مواطنة ومواطن، كانوا يقطنون في دور الصفيح". أما البرنامج العمومي للتأهيل الحضري وإعادة هيكلة الأحياء ناقصة التجهيز فقد مكن، حسب الكانوني، من تحسين إطار عيش حوالي 5 ملايين مواطنة ومواطن، فيما بلغ استثمار المجموعة حوالي 72.5 مليار درهم، ورقم المعاملات ناهز 53.6 مليار درهم. وقال الكانوني إن مجموعة العمران ورثت عدة مشاريع غير مصفاة، وبذلت مجهودات همت معالجة 518 مشروعاً من أصل 985 مشروعاً، ومن بين 328 929 رسما عقاريا مجمدا تم استخراج وتسليم 205 317 رسوم عقارية. يشار إلى أن مجموعة العمران مقاولة عمومية تأسست منذ عشر سنوات، بعدما جرى تجميع ودمج الوكالة الوطنية لمحاربة السكن غير اللائق (ANHI) والشركة الوطنية للتجهيز والبناء (SNEC) وشركة التشارك، وهي مؤسسات تجمع تجربة أكثر من 40 سنة في الميدان. وتعتبر العمران مقاولة عمومية استراتيجية أنشئت لتنفيذ السياسات العمومية في مجال الإسكان والتنمية الحضرية والمجالية، عبر محاربة السكن غير اللائق بكل أصنافه وتجلياته، والمساهمة في تكثيف وتنويع العرض السكني الاجتماعي وخاصة منه الموجه إلى الفئات ذات الدخل المحدود.