استضافت فعاليات الملتقى الرابع من منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، في يومها الثاني، الحملة الأمريكية كتفا على كتف (shoulder to shoulder)، من أجل عرض تجربتها في مناهضة الكراهية والحد من الإسلاموفوبيا داخل الولاياتالمتحدةالأمريكية. كاترين أورسبورن، المديرة التنفيذية لهذه الحملة، كانت من ضمن المتدخلين في الجلسة العامة التي خصصت للتجارب الرائدة للتصدي للإسلاموفوبيا والتعاون من خلال الشراكات بين الأديان، قدمت نبذة مختصرة عن نشأة المنظمة التي أسسها خمسة وثلاثون شخصا أمريكيا يمثلون الديانتين المسيحية واليهودية من أجل مناهضة حملات الكراهية ضد الإسلام والمسلمين. ووصفت كاترين، ذات الإثنين وثلاثين ربيعا، هذه المبادرة بكونها تجسيدا حقيقيا للتعددية الدينية التي يعيشها المجتمع الأمريكي والتي تفرض في المقابل، ليس تقبل الآخر واحترام معتقداته فقط، بل التعايش معه والدفاع عن حقوقه في العيش الكريم دون إهانة أو ازدراء. "تنوع الحضور الجمعوي داخل المنظمة ساهم في تقوية الحملة وانتشارها"، هكذا عبرت مديرة "شولدر تو شولدر"، التي أحصت عشرات الجمعيات من مختلف الولاياتالأمريكية تمثل 320 مليون أمريكي، تكتلت ووحدت جهودها من أجل الدفاع عن الإسلام والمسلمين. دافيد سبيرستين، سفير سابق للحريات الدينية الدولية بأمريكا أحد مؤسسي الحملة، أكد في الجلسة ذاتها على أهمية عضوية المجتمع اليهودي داخل المنظمة؛ إذ مكن ذلك من فتح حوار بناء وتواصل مباشر بين اليهود والمسلمين مستعينين بما عاشه معتنقو الديانتين جنبا إلى جنب تحت راية الحكم الإسلامي، كما أن العمل المشترك وبناء الجسور بين الديانات والأفراد والجماعات يشكل استراتيجية هامة للوقوف ضد الإسلاموفوبيا وحملات الكراهية الموجهة ضد الإسلام. جهود العمل المشترك هذا أثمرت، على حد قوله، إصدار كتاب "أبناء إبراهيم"، الذي عمل على توضيح وربط العلاقة بين الديانتين من أجل تحقيق التآلف وتحطيم الحواجز والعوائق التي تحول دون عيش مشترك كريم. الدكتور جيمس زغبي، رئيس مركز زغبي للأبحاث والدراسات، كان حاضرا بدوره في أشغال المنتدى باعتباره مؤسسا رئيسيا لهذه الحملة التي انطلقت من أمريكا، وحاول من خلال مداخلته التأكيد على أن الحديث عن ظاهرة الاسلاموفوبيا كان قديما؛ ذلك أن موجات العداء ضد العرب انطلقت قبل العداء ضد الإسلام، وخصوصا ممارسات التهميش والميز العنصري، مبرزا أن هذه الممارسات أخذت طابعا سياسيا يرتبط بكل محطة انتخابية. وذكّر في معرض كلامه بالحملة الشعواء التي شنت على الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما من خلال ترويج شائعة بأنه مسلم من أجل إسقاطه في الانتخابات، وتكرر الأمر ذاته في الانتخابات الرئاسية؛ إذ عزز خطاب الرئيس الحالي، دونالد ترامب، ظاهرة الإسلاموفوبيا بشكل كبير ومقلق. ورغم كل هذا، فإن جيمس زغبي يعتبر أن الوضع الحالي أحسن من سابقه بعشرات السنين؛ إذ إن هناك أزيد من 50 بالمائة من العرب والمسلمين يشاركون في الانتخابات من أجل الدفاع على مصالحهم وحقوقهم، كما يوجد العديد من المسلمين في مناصب سياسية بالولاياتالمتحدةالأمريكية؛ الأمر الذي كان محظورا وغير متقبل في السابق، وهذا ما يفرض المزيد من تضافر المجهودات المشتركة للتقليل من ظاهرة الاسلاموفوبيا بالقارة الأمريكية. يشار إلى أن أشغال منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، المنعقد تحت شعار "السلم العالمي والخوف من الإسلام.. قطع الطريق أمام التطرف"، تواصلت بتسليم جائزة الإمام الحسن بن علي مساء الثلاثاء، واستكمال محاور الملتقى اليوم الأربعاء، آخر أيام هذه المحطة السنوية.