في صورة تعكس احتدام الصراع بين الأحزاب المغربية لاستقطاب أسماء سياسية وازنة ووجهاء تتوافر على حظوظ وافرة للظفر بمقاعد نيابية، قادت مجموعة من الأحزاب المغربية نهاية هذا الأسبوع مشاورات موسعة مع قواعدها، وفق ما أكدته مصادر مأذونة، وذلك في إطار التحضيرات الجارية للانتخابات النيابية المبكرة التي ستنظم بالمملكة المغربية يوم 25 نوفمبر المقبل. وقال مسؤول محلي من حزب الاستقلال الحاكم إن مثل هذه المشاورات تظل أمرا طبيعيا قبل أي استحقاق انتخابي، مضيفا أنه رغم ذلك "لا أحد يمكنه إنكار أن هذه الانتخابات المبكرة تظل متميزة عن باقي الاستحقاقات الماضية، بخاصة وانها تأتي بعد تصويت المغاربة على دستور جد متقدم يمنح سلطات واسعة لرئيس الحكومة الذي سينتخبه المغاربة". وأشار المسؤول نفسه أن حزب الاستقلال سيغطي الدوائر الانتخابية كافة عن طريق مرشحين ينتمون إلى الحزب. وأشار إلى أن التجاء الاستقلال إلى منتخبين من أحزاب أخرى هو أمر غير وارد بتاتاً. وقال "حزب الاستقلال يتوفر على مناضلين من جميع المستويات الاجتماعية والتي ستمكنه من الاحتفاظ بمكانته في المشهد السياسي المغربي". وأشار المصدر نفسه، إلى أن هناك مجموعة من الأسماء الوازنة في الحزب قد تم الحسم فيها بالفعل كي تقود لوائح الحزب في العديد من الدوائر الانتخابية. وأوضح ان من بين هذه الأسماء هناك "ياسمينة بادو وزير الصحة في الحكومة الحالية، وكريم غلاب وزير النقل المغربي اللذان سيقودان اللوائح المحلية في الدارالبيضاء، إلى جانب القيادي الاستقلالي عبد الله البقالي، الذي يشغل منصب رئيس تحرير يومية العلم الناطقة باسم حزب الاستقلال، والذي سيقود لائحة الاستقلال في مدينة العرائش بالشمال المغربي، وهناك أسماء أخرى". وأشار المصدر إلى أن النقاش يدور حاليا حول الأسماء التي سترشح في اللائحة الوطنية، والتي سيحسم فيها قريبا. من جهته، شرع حزب الأصالة والمعاصرة في القيام بمحاولات حثيثة لاستقطاب مجموعة من الأسماء السياسية الوازنة لكي تلتحق بهياكله قبيل تنظيم الانتخابات المبكرة. وقال مسؤول حزبي إن "مسؤولي حزب الأصالة والمعاصرة حسموا في أمر منح التزكيات للبرلمانيين التابعين له، في حين سيعمد إلى منح باقي التزكيات في الدوائر التي سيتقدم فيها بمرشحيه للأسماء التي تستحق". إلى ذلك، أكد مصادر حزبية مغربية أنه تم التوافق بين الأحزاب ووزارة الداخلية على تحديد سقف العتبة في نسبة 3 في المائة، كما تم الاتفاق على اعتماد لائحة وطنية مشتركة تجمع الشباب والنساء وتضم 90 مقعدا في البرلمان المقبل. وستوزع اللائحة الوطنية على الشباب الذين سيحصلون على 30 مقعدا و60 مقعدا للنساء.