اختار أعضاء فيدرالية اليسار الديمقراطي بالدار البيضاء، مساء أمس الجمعة، الاحتجاج أمام مقر القنصلية الأمريكية بشارع مولاي يوسف، تعبيرا عن رفضهم لقرار رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية، دونالد ترامب، القاضي بنقل سفارة بلاده من عاصمة إسرائيل تل أبيب إلى القدس. وردد أعضاء فيدرالية اليسار الديمقراطي، في غياب الوجوه البارزة لها على مستوى العاصمة الاقتصادية، وعلى رأسها نبيلة منيب، الأمينة العامة لحزب الاشتراكي الموحد، مجموعة من الشعارات الرافضة لقرار الولاياتالمتحدةالأمريكية، الذي جعل القدس عاصمة للكيان الإسرائيلي. وأكد المحتجون من قواعد أحزاب اليسار على أن مشاركتهم في هذه الوقفة الاحتجاجية هي "تعبير منهم عن أن المغاربة يعتبرون القضية الفلسطينية بمثابة قضية وطنية"، مؤكدين أن احتجاجهم ولو بالكلمة "تعبير عن عدم اعتراف المغاربة بشيء اسمه إسرائيل، فبالأحرى جعل القدس عاصمة لها". في المقابل، اختار حزب العدالة والتنمية النزول بثقله في ساحة الماريشال بالدار البيضاء، إذ حضرت قيادات مختلفة، كانت تردد شعارات معادية للكيان الصهيوني، ومنددة بقرار الرئيس الأمريكي. وقد شارك في هذه الوقفة التضامنية والرافضة لقرار الولاياتالمتحدةالأمريكية، إلى جانب قيادات الحزب، نساء وشباب وأطفال، عبروا عن استنكارهم للخطوة الأمريكية التي تهدد السلم في المنطقة. وقال البرلماني عن حزب العدالة والتنمية، المقرئ أبو زيد، إن "هذا القرار الغادر الذي تنكر للمواثيق الدولية، والذي استنكره حتى غير المسلمين من العقلاء، آلمنا كثيرا، لأن القدس إسلامية فلسطينية عربية". وأوضح أبو زيد، في تصريحه لجريدة هسبريس، أن "كل محاولة لاختطاف هذا المكان المقدس، وهذه المعلمة الحضارية لصالح من لا يستحقون من يد من لا يملك، لا يمكن أن تكون هذه السنة تتويجا غادرا لمرور مائة سنة على وعد بلفور". وأضاف "كما أجاب المسلمون بأن قرار بلفور هو وعد من لا يملك لمن لا يستحق، نقول، اليوم، إن قرار ترامب هو وعد من لا يملك لمن لا يستحق، فالأقصى إسلامية والقدس مسيحية إسلامية، وستبقى كذلك ما بقي فينا عرق ينبض". من جهته، اعتبر الكاتب الجهوي لحزب العدالة والتنمية عبد الصمد حيكر، أن خروجهم للاحتجاج اليوم "أقل ما يمكن القيام به للتعبير عن القرار الذي أقدم عليه ترامب، ونحن نعبر عن تضامنا في الانخراط الرافض للقرار والمطالبة بالتراجع عنه". وأشار حيكر إلى أن "هذه الوقفة تنضاف إلى الوقفات والأشكال التضامنية التي نظمها المغاربة، وعبرت عنها كافة الشعوب عبر العالم، لأن القرار فيه خرق لقواعد القانون الدولي الإنساني". يشار إلى أن كافة القوى الوطنية دعت أعضاءها وعموم الشعب المغربي إلى المشاركة في المسيرة الوطنية، التي ستحتضنها العاصمة الرباط يوم الأحد، تعبيرا من المغاربة عن رفضهم للقرار الأمريكي، الذي أثار موجة غضب في مختلف دول العالم.