خرج أهل مراكش، مساء الجمعة، في مظاهرات احتجاجية، استجابة لنداء هيئات متعددة، للتنديد بقرار الرئيس الأمريكي ترامب، القاضي بنقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدسالمحتلة، والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل. ففي ساحة الكتبية، نظمت وقفة احتجاجية، احتشد فيها مئات المواطنين، بعد صلاة مغرب اليوم الجمعة، حيث تعالت أصواتهم بشعارات تندد بالسياسة الأمريكية وتحيزها للكيان الصهيوني، مطالبين "الحكام العرب وعلماء الأمة ونخبها والمؤسسات الدولية بتحمل مسؤولياتها في حماية الفلسطينيين ومقدسات الأمتين العربية والإسلامية". لكن هذا الشكل الاحتجاجي لم يكتب له النجاح، بعد تدخل مجموعة ممن وصفهم المحتجون ب"الفوضويين"، من مجرمين ومتسكعين بساحة جامع الفنا، لمنع المجتمعين من تنفيذ احتجاجهم، مما دفع القوات العمومية إلى التدخل وفصل الطرفين. وبعد صلاة عشاء اليوم الجمعة، نظمت جماعة العدل والإحسان والجمعية المغربية لحقوق الإنسان والطلبة ومكونات اليسار وقفة احتجاجية قرب مقر بريد المغرب بمقاطعة جليز، تضامنا مع الشعب الفلسطيني، وتنديدا بالغطرسة الصهيونية والإجراءات الأمريكية الأخيرة في حق القدس، مستنكرين قرار ترامب المشؤوم، حسب تعبير المحتجين. ورفع المشاركون في هذا الاحتجاج شعارات من قبيل: "يا حكام الذل والعار.. الشعوب لن تنهار"، و"يا ترامب يا ملعون.. القدس في العيون"، و"الشعب يريد تحرير الأقصى". كما طالبوا حكام العرب باتخاذ قرارات جريئة ضد ما أقدم عليه الرئيس الأمريكي. ولم تنج هذه الوقفة، كذلك، من مضايقات ما بات يطلق عليهم المشوشين على كل الاحتجاجات، التي تدافع عن القضايا الاجتماعية والوطنية والقومية، وهم مجموعة من الشباب من ذوي السوابق ومشجعي بعض الفرق وبعض الفاعلين الجمعويين بمراكش. يشار إلى أن هذه الوقفة عرفت تلاوة بيان ختامي ذكر بتاريخ الجرائم الصهيونية في حق الشعب الفلسطيني، منذ وعد بلفور، وبمواقف الشعب المغربي وقواه الحية الداعمة للقضية الفلسطينية.