نزلت جماعة العدل والإحسان بثقلها في أول "جمعة غضب" أعقبت قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، حيث استجاب قياديوها للدعوة التي أطلقتها "الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة"، التابعة للجماعة، وهمت تنظيم وقفات احتجاجية أمام المساجد بعد الانتهاء من صلاة الجمعة. وعلمت هسبريس أن الموعد، الذي انطلق تحت شعار "لبيك يا قدس" والذي جاء "نصرة لفلسطين ورفضا للقرار الأمريكي المتهور"، نظم في عدد من المدن المغربية، ومن بين الوقفات الكبيرة تلك التي نظمتها الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة بالعاصمة الرباط، تحديدا أمام مسجد المحسنين بحي المسيرة، حيث حضر بعض قيادة الصف الأول ل"العدل والإحسان"، ورفعت فيها شعارات تنادي ب"القدس عاصمة فلسطين الأبدية". عبد الصمد فتحي، منسق الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، قال، في تصريح لهسبريس، إن الجهة دعت إلى الاحتجاج اليوم ضمن "فعاليات الجمعة التضامنية مع القضايا الإسلامية خاصة المسجد الأقصى، وبث تضامن مساجد المغرب مع هذا المسجد المبارك"، مضيفا أن حدث اليوم يأتي "إثر القرار المشؤوم الذي أقدم عليه الرئيس الأمريكي ويمس القدس، أي يمس مباشرة المسجد الأقصى.. ما دفع إلى انتفاضة وهبة المغاربة في هذا اليوم المشهود". وأورد المتحدث أن "جمعة الغضب" في المساجد المغربية تساير الدعوات التي أعلن عنها في العالم الإسلامي اليوم "الذي هو رمزي للمسلمين وعيد لهم"، على أن هذه الموعد يعبر عن تنديد المغاربة بالقرار الأمريكي الجائر والمشؤوم الذي أقدمت عليه الإدارة الأمريكية تجاه القدس"، ليشير إلى أن وقفات اليوم تنضاف إلى احتجاجات مساء أمس في عدد من المدن المغربية "في أفق تنظيم مسيرة شعبية حاشدة يوم الأحد المقبل بمشاركة كل مكونات المجتمع المغربي وتنسيق مع الهيئات الداعمة للقضية الفلسطينية". وإثر ذلك، دعت الهيئة المغربية، المقربة من جماعة العدل والإحسان، الحكام العرب وعلماء الأمة ونخبها والمؤسسات الدولية إلى أن "تتحمل مسؤولياتها في حماية الفلسطينيين ومقدسات الأمة العربية والإسلامية"، مع "مناشدتها الشعب الفلسطيني بكل مكوناته إلى التصدي لهذه القرار اللامسؤول من طرف الإدارة الأمريكية" و"الشعب المغربي بكل فئات ومكوناته للتعبير عن رفضه لخطوة الإدارة الأمريكية وانخراطه القوي في الخطوات الاحتجاجية المزمع تنظيمها". ولم تخف الجهة ذاتها تخوفها "مما ستؤول إليه أوضاع المنطقة بفعل الخطوات اللامسؤولة للإدارة الأمريكية في التعامل مع قضية لها مكانتها المقدسة لَدى أزيد من مليار ونصف المليار من العرب والمسلمين حول العالم، وبمثابة (خط أحمر) لدى شعوب المنطقة"، مشددة على أن مثل هذه الإجراءات "تعبِّر عن انحياز الولاياتالمتحدة إلى إرهاب الاحتلال، ومن شأنها تكريس السياسة الصهيونية الاستيطانية والاستعمارية المبنية على سلب حقوق الفلسطينيين ومصادرة مقدساتهم وحرياتهم وأراضيهم".