أبدت المملكة المغربية قلقها العميق واستنكارها الشديد لقرار رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية دونالد ترامب، الاعتراف بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة واشنطن اليها. وأفادت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، في بلاغ اليوم، أن المملكة المغربية التي يرأس عاهلها الملك محمد السادس لجنة القدس التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، تعبر عن قلقها العميق واستنكارها الشديد لقرار الولاياتالمتحدةالأمريكية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إلى هذه المدينة المقدسة. ويردف المصدر "تود المملكة المغربية التأكيد على أن خطوة من هذا القبيل تتعارض بشكل صريح مع قرارات الشرعية الدولية، وتحديدا قراري الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 2253 و2254 لسنة 1967، كما تتناقض مع الاتفاقيات المعقودة والتفاهمات القائمة بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي. واستطرد بلاغ الخارجية المغربية قائلا "يعد هذا الإجراء تغييرا للوضع السياسي للمدينة المقدسة، واستباقا غير مفهوم لنتائج مسلسل المفاوضات، إذ يعتبر موضوع القدس من قضايا الوضع النهائي في إطار حل الدولتين". وحذر المصدر من "أن هذا القرار من شأنه أن يؤثر سلبا على الجهود المكثفة الذي ما فتئت الإدارة الأمريكية تبذلها من أجل إحياء العملية السياسية، بل ويقضي نهائيا على ما تبقى من فرص تحقيق السلام في المنطقة. ولفتت الوزارة المعنية إلى أن إسرائيل قد تتخذ من هذه الخطوة ذريعة أخرى للمضي قدما في سياسة التهويد الممنهج للمدينة المقدسة، وطمس معالمها الدينية والروحية" وفق البلاغ المذكور. وأكد المصدر أن هذا التوجه، بالنظر إلى خطورته الاستثنائية، قد يهدد أمن واستقرار منطقة تعمها أصلا حالة متقدمة من الاحتقان والتوتر، ويزيد من تأجيج مشاعر الغضب والإحباط والعداء وتغذية مظاهر العنف والتطرف. وشددت المملكة المغربية على ضرورة الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني والسياسي للقدس، مطالبة الأممالمتحدة، وخاصة الأعضاء الدائمين لمجلس الأمن الدولي، بالاضطلاع بمسؤولياتهم كاملة لتجنب كل ما من شأنه المساس بهذا الوضع أو تعطيل الجهود الدولية لتسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي. وزاد البلاغ "إذ تجدد المملكة المغربية التأكيد على وقوفها اللامشروط وتضامنها الدائم مع الشعب الفلسطيني الشقيق في الدفاع عن حقوقه المشروعة، تدعو الى التعامل مع قضية القدس بما يقتضيه الأمر من حكمة وترو اعتبارا لرمزية المدينة وخصوصياتها عند أتباع الديانات السماوية الثلاث. وخلص البلاغ إلى القول "إنه، وفقا لتعليمات الملك محمد السادس، ستعمل المملكة المغربية، بتنسيق مع الطرف الفلسطيني والأطراف العربية والإسلامية الأخرى، على تكثيف المساعي والجهود للتعامل مع هذا التطور الخطير".