استنفرت محكمة الاستئناف بالدار البيضاء أطقمها، اليوم الثلاثاء، إثر تعرض أيقونة "حراك الريف" ناصر الزفزافي لوعكة صحية مفاجئة. واضطر رئيس الجلسة، علي الطرشي، إلى رفعها بعد غليان كبير في صف هيئة الدفاع؛ وذلك إثر إخباره من طرف ممثل النيابة العامة، حكيم الوردي، بكون ناصر الزفزافي جرى نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج. وقام أحد المعتقلين المتابعين في ملف "حراك الريف" بالصراخ داخل القاعة والتأكيد على أن "أيقونة حراك الحسيمة" سقط داخل المرحاض بسبب حالة غثيان تعرض لها لأزيد من عشرين دقيقة. وأثار هذا المستجد جدلا كبيرا في صفوف المحامين المدافعين عن المعتقلين، وعبروا عن تذمرهم من عدم إخبارهم بنقل ناصر الزفزافي إلى المستشفى في حينه. واضطر الوكيل العام للملك، حسن مطار، إلى مغادرة مكتبه في جناح النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، حيث حل ببهو المحكمة لملاقاة المحامين الغاضبين، ودخل في نقاش مع النقيب عبد الرحيم الجامعي وآخرين على انفراد. وأكد الوكيل العام، خلال حديثه مع المحامين، أن الزفزافي يتلقى العلاج حاليا بمستشفى ابن رشد الجامعي، مشيرا إلى أنه سيتم إعداد تقرير طبي عن وضعه الصحي. وفي تصريح لهسبريس أكد المحامي عبد السلام الشاوش، عضو هيئة الدفاع عن المعتقلين، أنه "لا يمكن مناقشة القضية في غياب المتهم إلا بقرار عارض تصدره هيئة الحكم". وأضاف المحامي نفسه أن ناصر الزفزافي نقل إلى المستشفى لتلقي العلاجات الضرورية دون إخبار هيئة الدفاع وفي غيابهم. معتبرا أن ما تعرض له الزفزافي "من "خلفات الإضراب عن الطعام الذي يخوضه منذ أيام". وشدد المتحدث نفسه على أن "ما جرى مخالف لقواعد تسيير الجلسة من طرف النيابة العامة، إذ لم تخبر الدفاع أو هيئة الحكم"، لافتا الانتباه إلى أن "ذلك مخالف لقواعد المسطرة الجنائية الخاصة بتسيير الجلسة، في شقها المتعلق بضرورة حضور المتهمين ومثولهم أمامها". جدير بالذكر أن ناصر الزفزافي وباقي معتقلي حراك الريف دخلوا منذ الخميس الماضي في إضراب عن الطعام، مطالبين بتحقيق ملفهم المطلبي الذي سلموه لإدارة المؤسسة السجنية "عكاشة" منذ أسبوعين. إعلان الإضراب نقله خالد أومعز، المحامي بهيئة الناظور، الذي أورد في "تدوينة" على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أن المعتقلين يطالبون بتجميعهم، والاستفادة من التطبيب، والاتصال بذويهم عبر الهاتف، واحترامهم.