قالت دراسة أنجزها مركز بيو للدراسات الأمريكي إن المغرب يعدّ أول دولة مصدر للمسلمين المهاجرين القانونيين إلى القارة الأوروبية، في السنوات الأخيرة الماضية، وبذلك يسهم في ارتفاع الجالية المسلمة في القارة العجوزة. وأوضحت الدراسة أن حوالي 360 ألف مهاجر مغربي حل بالديار الأوروبية ما بين 2010 و2016، وبذلك احتل المرتبة الأولى عالمياً، وجاءت باكستان في المرتبة الثانية ب240 ألف مهاجر؛ فيما آلت المرتبة الثالثة للبنغلاديش (230 ألفا)، وتمثل هذه الدول الثلاث: المغرب وباكستان وبنغلاديش، لوحدها أكثر من مليون مسلم مهاجر. كما جاءت ليبيا في المرتبة الرابعة ب170 ألف مهاجر مسلم، وإيران بتصدرها المرتبة الخامسة ب170 ألف مهاجر، ثم الأردن ب150 ألف، تليها الجزائر ب140 ألف، والسينغال وصوماليا والهند ب70 ألف لكل واحدة. أما فيما يخص الدول المصدر للاجئين المسلمين إلى القارة الأوروبية، فجاءت سوريا على رأس اللائحة ب650 ألف شخص، ويعزى ذلك إلى الحرب الدائرة هناك خلال السنوات الأخيرة والتي دفعت العديد إلى مغادرة وطنهم في اتجاه أوروبا عبر تركيا. وحسب الدراسة التي أنجزها المركز، فإن ألمانيا تعدّ الدولة الأولى المستقبلة للمسلمين اللاجئين بحوالي 670 ألف شخص؛ فيما جاءت بريطانيا في المرتبة الأولى في استقبال المهاجرين المسلمين العاديين بحوالي 1,5 مليون شخص ما بين 2010 و2016، تليها فرنسا ب710 آلاف شخص. ولاحظت الدراسة الأمريكية أن المسلمين في القارة الأوروبية يلدون أكثر من المواطنين الآخرين من الديانات الأخرى، وأرجعت ارتفاع الخصوبة المرتفعة لدى المسلمين من الأسباب المؤدية إلى تزايد نسبة السكان المسلمين في القارة. وخلصت الدراسة إلى أن عدد المسلمين في القارة الأوروبية سيزداد حتى من دون الهجرة، أمام النسبة التي يشكلونها حالياً وهي 25.8 مليون نسمة، أو ما يعادل حوالي 4.9 % من مجمع سكان القارة. الدراسة أوردت ثلاثة سيناريوهات، حيث قالت إنه حالة عدم وجود أي هجرة على الإطلاق، وهو سيناريو مستبعد، فإن نسبة نمو المسلمين الأوروبيين سترتفع من 4.9 في المائة إلى حوالي 7.4 في المائة بحلول العام 2050. وفي حالة استمرار الهجرة القانونية إلى القارة الأوربية وتوقف اللجوء، كسيناريو ثان، فإن الساكنة المسلمة ستمثل في هذه الحالة نسبة 11.2 في المائة بأوروبا في غضون 2050. أما السيناريو الثالث والذي يأخذ بعين الاعتبار فرضية توافد اللاجئين تجاه أوروبا كما حدث بين 2014 و2016، وبالوتيرة نفسها إلى غاية 2050، تتوقع الدراسة أن يمثل المسلمون نسبة 14 في المائة من أوروبا. وتفرّق الدراسة بين فئتين من المسلمين، وهم المهاجرون العاديون الذين يصلون إلى أوروبا بشكل قانوني. أما اللاجئون فهم فئة تتقدم بطلبات لجوء، وضمنهم من يتم قبول طلبه وآخرون يتم رفضها ولا يمكنهم المكوث قانونياً في الدول الأوروبية. وأوضحت الدراسة أن الساكنة المسلمة في أوروبا تضم المولودين داخلها والمولودين في بلدانهم الأصلية، كما يتشكلون من مذاهب عدة على رأسها السُنة والشيعة والصوفيين.