اشتكى العشرات من التلاميذ والتلميذات القاطنين بالدواوير الواقعة بمنطقة مرزوكة، التابعة للنفوذ الترابي لجماعة الطاوس من إقليمالرشيدية، من غياب وسيلة للنقل المدرسي، إذ يضطرون إلى النقل عبر سيارات الأجرة وعبر سيارات أخرى "الخطافة"، في كل نهاية الأسبوع للالتحاق بمنازل أسرهم، وفي بداية كل أسبوع للالتحاق بحجرات الدراسة. وأوضح التلاميذ المتضررون، الذين يتابعون دراستهم بالثانوية التأهيلية الحسن الثاني بالريصاني، إن معاناتهم تتضاعف جراء غياب وسائل النقل المدرسي لنقلهم صباح كل يوم الاثنين إلى داخلية الثانوية التي يتابعون فيها الدراسة ومن هذه الأخيرة إلى دواوير كل مساء السبت، خصوصا أن المؤسسة التعليمية تبعد عن مركز الريصاني بحوالي 3 كيلومترات، مطالبين بضرورة توفير لهم وسائل النقل من أجل تمكنيهم من متابعة دراستهم التأهيلية في أحسن الظروف، بتعبيرهم. سعيد اسرغين، أحد هؤلاء التلاميذ، أكد أن زملاءه التلاميذ المنحدرين من مناطق مرزوكة، الذين يتابعون دراستهم بسلك التأهيلي بثانوية الحسن الثاني بالريصاني، يعانون كل موسم دراسي مشاكل كبيرة مع وسائل النقل، نظرا إلى غياب وسائل النقل المدرسي، مشيرا إلى أن التلاميذ والتلميذات يضطرون إلى استئجار "الخطافة" أو سيارات الأجرة لنقلهم كل نهاية الأسبوع إلى مسقط رأسهم، وكل بداية الأسبوع إلى الثانوية؛ وهو ما يجعل أولياء أمورهم يضطرون إلى توفير 30 درهما كل أسبوع. وشدد التلميذ على أن جميع الدواوير الواقعة بمنطقة مرزوكة لا تتوفر على وسائل النقل المدرسي إلى الريصاني، علما أنها تبعد بحوالي 40 كيلومترا؛ وهو ما يجعل التلاميذ يستأجرون السيارات الخاصة، مثلهم مثل باقي المواطنين، مشيرا إلى أن بعضهم يتغيبون عن حصص الدراسية في أوقات الصباح ليوم الاثنين من كل أسبوع، مطالبا بضرورة توفير لهم حافلات النقل المدرسي لتدارك هذا المشكل. فاطمة، المعروفة باسم "نومديا اوتمرزوكة"، تساءلت، في تصريح لهسبريس، عن كيفية استيعاب هؤلاء التلاميذ لدروسهم في ظل قطعهم لمسافة طويلة للوصول إلى الحجرات الدراسية، خصوصا في مثل هذه الظروف المناخية الطبيعة والقاسية، مشددة على ضرورة تدخل كل القائمين على الشأن التربوي بالمنطقة لإيجاد حل آني لهذا المشكل بعد التزايد المستمر لنسبة المنقطعين عن الدراسة وغير الملتحقين بسلك التأهيلي لإكمال مسارهم التعليمي. وذكرت المتحدثة أن مجلس جهة درعة تافيلالت سلّم، مؤخرا، إلى جماعة الطاوس ثلاث ناقلات مدرسية، من أجل أن تسلمها بدورها إلى التلاميذ المتضررين من بعد مؤسساتهم التعليمية عن مقار سكناهم، خصوصا منهم التلاميذ الذين يتابعون دراستهم بثانوية الحسن الثاني بالريصاني؛ غير أن الجماعة قررت تسليم هذه الحافلات إلى المتمدرسين بإعدادية الأكوام بمركز الطاوس، بالرغم من استفادتهم سابقا من حافلة مدرسية قدمتها إليهم إحدى الجمعيات الفرنسية التي يسيرها أحد أبناء المنطقة، وفق تعبير المتحدثة. وحذر هؤلاء التلاميذ الجماعة الترابية الطاوس ومسؤولي التعليم محليا وإقليميا بأنهم سيقاطعون الدراسة قريبا في حالة عدم توفير النقل المدرسي لهم، مشددين على ضرورة التدخل لمعالجة هذه الإشكالية، قصد تدارك ما يمكن تداركه قبل أن تخرج الأوضاع عن السيطرة، وفق تعبير عدد منهم في تصريحات متطابقة لهسبريس. من جهته، أكد أحمد بورشوق، رئيس جماعة الطاوس، في اتصال هاتفي بجريدة هسبريس الإلكترونية، "أن المسافة الفاصلة بين مرزوكة والريصاني تتعدى 80 كلم ذهابا وإيابا"، موضحا "ليس هناك نقل مدرسي يمكن أن يؤمن تنقل التلاميذ بهذه المسافة الكبيرة"، مشيرا إلى "أن هؤلاء التلاميذ يستفيدون من الداخلية ولا يضطرون للعودة كل يوم إلى منازل أسرهم"، مضيفا "أن الجماعة واعية بقضيتهم؛ وهو ما يجعلها تتدخل كلما علمت أن أحد التلاميذ تم سحب منه منحة الداخلية من أجل إعادتها إليه"، بتعبيره. وشدد المسؤول الجماعي ذاته على أن "الجماعة ما زالت تعاني خصاصا مهولا في وسائل النقل المدرسي، لفائدة المتمدرسين بإعدادية الأكوام بمركز الطاوس"، مسترسلا "أن الاتفاقية التي وقعت مؤخرا من أجل تسليم ثلاث حافلات من الجهة هي اتفاقية ثلاثية ما بين مجلس الجهة والجماعة وجمعية الآباء وأولياء إعدادية الأكوام"، مستدركا "لا يمكن للجمعية المذكورة أن تتدخل في شؤون تلاميذ يتابعون دراستهم بالريصاني". وواصل بورشوق حديثه لهسبريس بالقول إنه "لا يمكن تلبية طلب تلاميذ ثانوية الحسن الثاني بالريصاني، المتمثل في توفير وسائل النقل باسم الجماعة"، مرجعا ذلك إلى كون الريصاني بعيدة بحوالي 40 كلم ولا تربطها أي علاقة بجماعة الطاوس، مؤكدا "أن الجماعة لا يمكنها إيجاد حل لهذا المشكل"، مطالبا الجهات الأخرى المتدخلة في الموضوع توفير النقل المدرسي لهم، مشيرا إلى أن "الحل الوحيد التي تمتلك الجماعة هو أنها قامت بمرافعة من أجل بناء ثانوية تأهيلية بالطاوس، والتي ستنطلق الأشغال فيها بداية السنة المقبلة، بعد إتمام جميع الإجراءات القانونية والتقنية"، بتعبيره.