يشتكي العشرات من تلاميذ السلك الثانوي المنحدرين من جماعة "تافتشنا" التابعة لإقليم زاكورة، من غياب نقل مدرسي كاف لتأمين رحلاتهم اليومية لمسافة 40 كيلومترا في اتجاه ثانوية "النقوب" التي يدرسون بها، حيث تتوفر الجماعة المذكورة فقط على سيارة واحدة تتسع ل 24 تلميذا وفي الغالب يتكدسون ليصير العدد 33 على الأقل. وفي هذا السياق، أوضح الفاعل الجمعوي، محمد اليوسفي، في تصريح لجريدة "العمق"، أن النقل المدرسي الوحيد بالمنطقة والذي تسيره جمعية النقل المدرسي بتفتشنا بشراكة مع الجماعة يتسع فقط ل24 تلميذا، في حين أن تلاميذ أخرين يضطرون لكراء غرف بالقرب من الثانوية التي يدرسون بها بجماعة النقوب التي تبعد عنهم ب 40 كيلومترا. وأشار اليوسفي، إلى أن عددا من تلاميذ الجماعة الذين لا يستفيدون من النقل المدرسي يضطرون إما للانقطاع عن الدراسة خصوصا الفتيات، أو كراء غرف بالنقوب أو تمزموط أو زاكورة المركز، أو أكدز أو ورزازات، حتى يتمكنوا من متابعة دراستهم، في ظل غياب ثانوية للدراسة بها بالجماعة. واعتبر المتحدث، أن مشكل غياب النقل المدرسي، هو الذي جعل جماعة تفتشنا تتصدر المرتبة الأولى في الجماعات التي ترتفع فيها نسبة الهدر المدرسي بزاكورة خصوصا في صفوف الفتيات لبعد الثانوية، مضيفا أن الجمعية المسيرة للنقل المدرسي بالجماعة سبق لها أن توجهت بطلب إلى المجلس الإقليمي من اجل توفير نقل مدرسي إضافي للتقليل من معاناة التلاميذ. الفاعل الجمعوي المذكور، أضاف أن التلاميذ الذين يستعملون وسيلة النقل المدرسي الوحيدة بالجماعة يضطرون كل صباح للاستيقاظ فجرا في هذا البرد القارس من أجل تناول وجبة الفطور والاستعداد لقطع مسافة 40 كيلومترا من أجل متابعة دراستهم بثانوية "النقوب"، ويظلون أمام المؤسسة بعد استكمال حصصهم الدراسية إلى المساء من أجل العودة في ذات الوسيلة الوحيدة. وأردف أنه رغم المجهودات التي يبذلها أعضاء الجمعية والذين يضطرون لإصلاح الوسيلة الوحيدة لتنقل التلاميذ بالجماعة من مالهم الخاص، فإن معاناة التلاميذ في تزايد في ظل عدم توفير وسيلة أخرى، مطالبا المجلس الإقليمي ورئيس الجهة التدخل لتوفير نقل مدرسي إضافي لتلاميذ الجماعة حتى يتمكنوا من متابعة دراستهم في أحسن الظروف، داعيا أيضا إلى العمل على بناء ثانوية بالجماعة رحمة بالتلاميذ وعائلاتهم.