يطمح المغرب من خلال "المخطط الإستراتيجي الوطني لمكافحة السيدا 2017-2021" إلى تقليص عدد الإصابات الجديدة بالفيروس بنسبة 75 % والوفيات بنسبة 60%، وتعزيز الكشف لبلوغ نسبة 90 % من الأشخاص المتعايشين الذين يعرفون إصابتهم؛ ولكن هذه الجهود المنشودة تتطلب القيام بعدد من الإجراءات على المستوى الواقعي. وزير الصحة بالنيابة، عبد القادر اعمارة، بمناسبة اليوم العالمي لمحاربة السيدا الذي تخلده المملكة هذه السنة تحت شعار: "الحق في الصحة"، قال في ندوة صحافية اليوم الثلاثاء في الرباط إن "المغرب قام بمجهودات كثيرة في السنوات الماضية، خصوصا على مستوى خفض نسب الإصابة والرفع من حق الولوج إلى العلاج والكشف المبكر والتكفل". وأشار المسؤول الحكومي إلى أن المملكة المغربية سجلت حسب آخر الأرقام أعلى النسب في منطقة "مينا" من حيث الوصول إلى العلاج، وتطمح إلى رفع المعدلات إلى مستويات قياسية تستجيب للأهداف الدولية، ولفت إلى أن عدد الأشخاص الذين أجروا الكشف عن فيروس نقص المناعة البشري ارتفع بنحو 10 أضعاف بين 2011 و2016، إذ انتقل من 60446 إلى 605746، منهم 155236 لفائدة النساء الحوامل و16030 لفائدة مرضى السل. وتشير المعطيات التي قدمتها وزارة الصحة حول الحالة الوبائية لفيروس نقص المناعة البشري بالمغرب إلى أن عدد الأشخاص المتعايشين مع الفيروس يقدر ب22000 في نهاية 2016، بينما وصل عدد الحالات الجديدة إلى 1000 وعدد الوفيات إلى 700 سنوياً. وحسب المصادر ذاتها فإن الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالسيدا في المغرب هي: عاملات الجنس بنسبة متوسطية تصل إلى 1.3 في المائة، و4.3 في المائة بين الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال، و8 في المائة عند متعاطي المخدرات عن طريق الحقن. وترتفع هذه النسبة في بعض المدن، حيث تصل إلى 5.7 في المائة في مراكش بين "المثليين"، و13.2 في المائة في الناظور، و7.1 في المائة في تطوان بين متعاطي المخدرات بالحقن. والغريب في الأمر، حسب المعطيات ذاتها، أن 70 في المائة من النساء يصبن في إطار الزواج، خلافا للفهم التقليدي الذي يربط الإصابة بالسيدا بالعلاقات الجنسية غير المنظمة. هذا وتتمركز أكثر من 50 في المائة من الحالات المسجلة بالمغرب في ثلاث جهات (سوس ماسة، مراكشآسفي، والدار البيضاءسطات). من جهته، قال كمال العلمي، رئيس مكتب برنامج الأممالمتحدة لمكافحة داء فقدان المناعة المكتسبة بالمغرب، إن مجهودات البلاد تركز على الحق في الصحة لجميع الحاملين للفيروس بدون أي تمييز، وأضاف في تصريح لهسبريس على هامش مشاركته في التظاهرة الوطنية: "في منطقة المغرب العربي والشرق الأوسط نجد شخصا واحدا من بين أربعة يتوفر على العلاج الثلاثي، بينما في المغرب وصلنا إلى 50 في المائة بفضل المخطط الوطني الذي يهدف إلى بلوغ نسبة 90 في المائة في أفق 2021". ومن ضمن الإجراءات المرتقبة توسيع نطاق برامج الوقاية المركبة لفائدة الساكنة الأكثر عرضة للإصابة والفئات الهشة في مواقع تمركزها، والتي تسجل انتشارا مرتفعا للوباء؛ وذلك بشراكة مع منظمات المجتمع المدني، بالإضافة إلى تنفيذ مقاربة "مدن بدون سيدا" لبرنامج الأممالمتحدة المشترك للسيدا وتعبئة البلديات والمجالس الجهوية.