مع اقتراب موعد يوم الاقتراع، اشتدت حرارة الصراع بين حزب الأصالة والمعاصرة وحزب الاستقلال، في الانتخابات التشريعية الجزئية بدائرة برشيد، والتي ستجرى في السابع دجنبر المقبل. وبقي التنافس من أجل كسب مقعد هذه الدائرة الانتخابية، الذي كان بحوزة الاستقلالي زين العابدين الحواص، المشهور إعلاميا ب"مول 17 مليارا"، بين مرشحي "البام" والاستقلال، خاصة بعد تأثير الأوضاع التي يعيشها حزب العدالة والتنمية مركزيا بسبب صراع التمديد لأمينه العام عبد الإله بنكيران على مناضليه بهذه الدائرة. واحتدم التنافس بين حزب الاستقلال الطامح إلى استعادة المقعد عبر مرشحه طارق قديري، شقيق عضو اللجنة التنفيذية للحزب، فؤاد قديري المستشار البرلماني، وصلاح الدين الشنكيطي مرشح حزب الأصالة والمعاصرة، الذي يسعى إلى تكرار نموذج محمد غياث في دائرة سطات. ويعول مرشح حزب الأصالة والمعاصرة، الذي بدأ حملته بشكل قوي في "دائرة الحواص"، على الخلافات التي ظهرت في صفوف حزب الاستقلال أثناء اختياره لمرشح لائحته، خاصة أن عددا من أعضاء حزب "الميزان" يرفضون هذا الترشيح واحتكار أسرة قديري الترشح لمجلس المستشارين وكذا النواب حاليا. أما حزب الاستقلال، فحسب مصادر الجريدة، يراهن على محاولة إقناع الناخبين بكون مرشح الأصالة والمعاصرة "وافد" على المنطقة وليس من "ولاد لبلاد"، إلى جانب عدد من المستشارين التابعين للحزب بجماعات برشيد؛ وهو ما استنكره عدد من متتبعي الشأن المحلي ببرشيد كونه ينطوي على نزعة عنصرية. وبينما يراهن استقلاليو برشيد، عبر مرشحهم قديري رجل الأعمال الشاب، على استعادة المقعد الذي جرى تجريدهم منه بعد إسقاط المحكمة الدستورية للبرلماني الحواص، فإن "البام" يعول على الشنكيطي، الذي يشغل منصب أمين المجلس الجهوي لموثقي الدارالبيضاء وكاتب مجلس جهة الدارالبيضاءسطات، إذ يحظى بدعم كبير من رئيس بلدية برشيد عبد الرحيم الكاميلي، المستشار البرلماني بمجلس المستشارين. وكانت المحكمة الدستورية قد أسقطت البرلماني زين العابدين الحواص، المنتمي إلى صفوف حزب الاستقلال، إثر قيامه ب"توزيع مطبوعات انتخابية حملت صورته لوحده كوكيل للائحة دون صور باقي المترشحين الثلاثة، وأن نفس الخرق ارتكب من طرف المرتب ثالثا في نفس اللائحة، مما يستفاد منه اتفاق جميع أعضاء هذه اللائحة على توزيع مطبوعات تحمل صورة كل واحد منهم بمفرده بالجماعة التي ترشح فيها، بغرض تضليل الناخبين والتأثير على إرادتهم".