أكد مسؤولون في المجلس الوطني الانتقالي الليبي أمس، أن العقيد معمر القذافي ما زال موجوداً بالتأكيد في ليبيا، معتبرين أن "من حقهم قتله إذا لم يستسلم" . وقال مسؤول الشؤون العسكرية في طرابلس عمر الحريري إن "المعلومات التي أملكها أن من شبه المؤكد بنسبة 80% أن القذافي ما زال في ليبيا" . وقال أحمد الضراط المكلف الشؤون الداخلية "نعتقد أنه في ليبيا، من حقنا قتله" . وأضاف "إنه يقتلنا . إنه مجرم وخارج على القانون . في جميع أنحاء العالم إذا لم يستسلم المجرم فمن حق من يفرضون احترام القانون قتله" . وأوضح الثوار أن القذافي يختبئ إما في بني وليد جنوبي شرق طرابلس، أو في محيط العاصمة . كما تحدثت شائعات عن وجوده في سرت التي يتحدر منها . ويستخدم القادة العسكريون الجدد في ليبيا مرشدين من بين المجموعة المحيطة بالقذافي لرصده مع تشديد الخناق على معاقله الأخيرة لإجباره على الاستسلام . وينسق هشام بوحجر وهو مسؤول بارز في الهيئة العسكرية التي تعمل مع المجلس الانتقالي جهود ملاحقة القذافي . وقال إنه يعتقد أن القذافي إما في منطقة بني وليد جنوب شرقي طرابلس أو في مسقط رأسه سرت . وأضاف "توجد بعض المجموعات التي تبحث عنه وتحاول التنصت على مكالماته . هو لا يستخدم بالطبع الهاتف لكننا نعرف الناس المحيطين به الذين يستخدمون الهواتف" . وتابع بوحجر "عادة نقتفي أثر كثير من الناس ليسوا ضمن الدائرة المقربة وإنما الدائرة الثانية أو الثالثة . نحن نتحدث إليهم" . وأوضح "بعضهم يعرفون أن النظام يسقط ويريدون التأكد من أنهم لن يتعرضوا للإيذاء، ويريدون إبرام صفقات . وهذا هو السبب في أننا أعددنا قائمة بيضاء . كل من يساعدنا يدرج على القائمة البيضاء" . وقال إن القذافي يمكنه أن يستمر في الاختفاء لمدة أطول بكثير من الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الذي عثرت عليه القوات الأمريكية بعد أشهر من إطاحته به عام 2003 . وأضاف "إنه ثوري قديم من نوع ستالين يمكنه محاولة البقاء في أي مكان" . وتابع "لا أعتقد أنه سيمر وقت طويل قبل أن نعثر عليه . إننا في الفصل الأخير" . وحدد أربع مناطق مازالت تحت سيطرة القذافي، هي ترهونة وسرت وبني وليد في الشمال وسبها في الجنوب . من جهته، تحدث مسؤول في صفوف الثوار في مدينة مصراتة الساحلية الكبيرة عن وجود نجلي القذافي الساعدي وسيف الإسلام في بني وليد . وقال عبد الحفيظ غوقة نائب رئيس المجلس الانتقالي إن التحدي الأول أمام المشروع الانتقالي الذي يبدأ بعد التحرير الكامل للبلاد هو بسط الأمن ونزع السلاح، وجدد رفض المجلس الاستعانة بقوات عربية أو غيرها لتحقيق ذلك . وأشار في حديث إلى قناة "روسيا اليوم" إلى أن القيادة على ثقة بأن "الثوار والشباب الليبي، الذين حققوا معجزة 17 فبراير، معجزة الخلاص من الدكتاتورية، قادرون على إقامة نظام الدولة، الذي يصبو إليه الشعب الليبي ويحققوا استتباب الأمن والأمان" . ميدانياً، تجري مواجهات متقطعة بين ثوار وموالين للقذافي على الطريق بين زليتن الساحلية شرقي طرابلس وبني وليد، واستهدفت قذيفتا هاون نقطة تفتيش قرب الدفنية على بعد 15 كلم غربي زليتن من دون ضحايا . وكانت أصوات متقطعة لنيران أسلحة ثقيلة تسمع على مقربة من زليتن . وأوضح عمر سويحلي أحد قادة الثوار المحليين أن "الطريق الساحلية آمنة . وعلى الطريق الصحراوية لا تزال هناك قوات للقذافي . إن شاء الله سنقضي عليها قريباً".