أَسهم فوز الوداد البيضاوي بلقب دوري أبطال إفريقيا وكسب المنتخب المغربي بطاقة العبور إلى نهائيات كأس العالم المقبلة بعد 20 سنة من الغياب، في إعادة شيء من الهيبة المفقودة للكرة المغربية في القارة "السمراء"، وكذا تلميع صورتها داخليا وخارجيا بعد أن ظلّت مرآة الكرة الوطنية تعكس الخيبات فقط عبر إقصاء متتال من تصفيات "المونديال" وغياب أو مشاركات محتشمة في "الكان". وأعطت الانتعاشة الأخيرة للكرة المغربية فسحة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم من أجل الاشتغال بضغط أقل لتطوير كرة القدم المغربية، بعد أن اعتبر فوزي لقجع، في تصريح سابق ل"هسبورت" أن العمل الذي تقوم به لجان جامعة الكرة يظل خفيا في ظل هيمنة نتائج الفريق الوطني الأوّل على صورة الممارسة الكروية في المغرب. ولن يكون دخول فوزي لقجع المكتب التنفيذي للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، من بابها الواسع، والظفر بلقب "العصبة" وبلوغ "المونديال" أو حتى وصول دور ثمن أو ربع النهائي الإنجاز الذي سيتوقّف بعده قلب الكرة المغربية عن الخفقان، بقدر ما سيوفّر ظروفا أفضل للعمل وجوا أكثر صفاء للبناء والتطوير. وتظل أوراش مثل فرض نظام جديد للتكوين داخل الأندية الوطنية، عبر أطر مؤهّلة علميا للإسهام في تلقين الجيل الصاعد أبجديات كرة القدم الحديثة، أمرا حتميا لجامعة الكرة من أجل إحداث قطيعة مع سنوات غياب مراكز التكوين، وتواضع المؤطّرين والبنيات التحتية. ورش النظام التدبيري والمحاسباتي الموحد، الذي روجّت له جامعة الكرة في وقت سابق، عبر إحداث الجمعيات الرياضية لشركات تسهم في تطوير موارد الأندية الوطنية وتعطيها الطابع الاحترافي في التدبير المالي والرياضي، والمواكبة المستدامة للأندية من أجل تفادي الأزمات المادية، من بين النقاط التي تنتظر التفعيل أيضا. هي سلسلة من المشاريع المتشابكة والمترابطة التي ستصل من خلالها الكرة المغربية إلى الاحتراف الحقيقي، والذي يؤمّن إنتاج أجيال كروية قادرة على أن تكوين النواة الأساسية للمنتخب الأوّل بدل الاستعانة بنسبة كبيرة بخريجي المدارس الأوروبية، ومنه ضمان مشاركات منتظمة في المحافل الكروية القارية والدولية. وتظل الشهور المقبلة بمثابة "فترة ذهبية" لجامعة الكرة قصد تفعيل كل ما تم التخطيط له وبسطه على أرض الواقع في سبيل كسب خطوات أخرى إلى الأمام، وتفادي تفوّق كرة القدم في دول صاعدة مثل أوغندا أو زيمباوبي على المغرب بعد سنوات قليلة، كما نبّه إليه لقجع بنفسه في أحد تصريحاته على هامش اللقاء الصحفي الذي جمع الصحافة الوطنية بالناخب الوطني هيرفي رونار، حيث قال "تأخّرنا بما فيه الكفاية خلال السنوات السابقة. ولا يجب البقاء في مكاننا دون تطوّر، لأن منتخبات عديدة كانت بالأمس القريب منتخبات متواضعة بدأت تشق طريقها لتدخل مصاف الكبار". * لمزيد من أخبار الرياضة والرياضيين زوروا Hesport.Com